خفض الفائدة: تأثير قرار المركزي على أسعار الذهب في مصر يكشف الكثير

في تغيّر مهم يعكس تحولاً في السياسة النقدية، قام البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بواقع 225 نقطة أساس، لتصل إلى 25% للإيداع و26% للإقراض. يُعد هذا الخفض الأول منذ أربع سنوات وجاء مدفوعًا بتراجع معدلات التضخم وتعافي الاقتصاد. هذه الخطوة أثرت بشكل فوري على سوق الذهب في مصر، حيث سُجلت قفزة بالأسعار أعقبها استقرار ملحوظ.

لماذا خفض أسعار الفائدة حدث مهم؟

يُعد قرار البنك المركزي خطوة جريئة ساهمت في تنشيط الاقتصاد المصري. تراجعت معدلات التضخم من 38% في 2023 إلى 13.6% بحلول مارس 2025، ما عكس نجاح السياسات الاقتصادية. كما دعم خفض الفائدة النمو الاقتصادي ليصل إلى 4.3% في الربع الأول مدفوعًا بقطاعات مثل السياحة والصناعة. هذا القرار يستهدف تحفيز الاستثمار المحلي وتحريك الاستهلاك بالتوازي مع إبقاء الأسعار مستقرة.

كيف أثّر القرار على أسعار الذهب؟

شهد سوق الذهب المصري تفاعلاً سريعاً فور صدور القرار. ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 30 جنيهًا ليصل إلى 4790 جنيهًا، قبل أن يستقر مجددًا. يعكس هذا الارتفاع جزئياً التغيّر في سلوك المستثمرين المحليين الذين اتجهوا نحو الذهب كملاذ آمن بعد وقف شهادات العائد المرتفع.

أسباب تأثير الفائدة على الذهب

كان هناك عدة عوامل وراء تأثير قرار الفائدة على سوق الذهب:

  • تراجع جاذبية الأدوات الادخارية: أدى غياب شهادات الادخار ذات العوائد المرتفعة إلى تحويل المستثمرين إلى الذهب.
  • ارتفاع سعر الصرف: تسبب ضغط قيمة الجنيه أمام الدولار بزيادة تكلفة استيراد الذهب، وبالتالي دعم الأسعار محليًا.
  • زيادة السيولة النقدية: توافرت سيولة أكبر لدى المستهلكين نتيجة التيسير النقدي، مما ساعد على تحريك المبيعات في سوق الذهب.

دوافع خارجية دعمت الأسعار

انعكس استقرار أسعار الذهب عالميًا على السوق المحلية. فقد وصل سعر أوقية الذهب إلى 3317 دولارًا، ما ساهم في تعزيز الأسعار المصرية. كما لعبت التوترات الجيوسياسية دورًا في زيادة الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن، في ظل تصاعد المخاوف بشأن الأوضاع الاقتصادية العالمية.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

يتوقع الخبراء أن تستمر أسعار الذهب في الصعود خلال 2025 مدفوعة بارتفاع الأسعار العالمية وضغوط سعر الصرف. قد يصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5200 جنيه إذا استمر ضعف الجنيه أو تصاعدت التوترات. وفي الوقت نفسه، قد تشهد السوق حالة من التذبذب على المدى القصير بسبب التغيرات الموسمية بسوق الذهب.

ختامًا، قرار خفض أسعار الفائدة في مصر أكّد أهميته ليس فقط لدفع عجلة الاستثمار، لكنه أيضًا أسهم في إعادة تشكيل سوق الذهب المحلي. مع استمرار التوقعات بشأن التيسير النقدي والتوترات الخارجية، يبدو الذهب خيارًا مثاليًا لحفظ القيمة في ظل هذه الأوضاع المتغيرة.

close