أسعار النفط تتراجع بفعل ضعف الطلب العالمي واضطرابات التجارة المتصاعدة

في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا إيجابية للسياسة النقدية، أعلن البنك المركزي المصري اليوم، 17 أبريل 2025، تخفيض سعر الفائدة بنسبة 2.25% للمرة الأولى منذ أكثر من أربع سنوات. يعكس هذا القرار التزام البنك بمواجهة التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية وتحقيق توازن مستدام بين معدلات التضخم والنمو الاقتصادي، مما يبرز عزم الحكومة على تحسين الأوضاع المالية وتعزيز استقرار الأسواق.

خفض أسعار الفائدة وتأثيره على الاقتصاد المحلي

قررت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي خفض سعري الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر الخصم بواقع 225 نقطة أساس ليصل إلى 25.5%. يُتوقع لهذا الخطوة أن تدعم تعافي النشاط الاقتصادي للمرة الرابعة على التوالي، حيث تجاوز معدل النمو في الربع الأخير نسبة 4.3%. جاء هذا النمو مدفوعًا بتحسن القطاعات الإنتاجية مثل الصناعات التحويلية والسياحة، إلى جانب استجابة استقرار الأسواق المالية للإجراءات النقدية.

التحديات الاقتصادية العالمية وتأثيرها على مصر

يشهد الاقتصاد العالمي تباطؤًا ملحوظًا نتيجة الاضطرابات التجارية وتذبذب الطلب العالمي، مع انخفاض واضح في أسعار النفط وتفاوت أسعار السلع الأساسية مثل الحبوب. هذه التحولات قد تشكل تهديدًا، إلا أن السياسات المصرية تتعامل بمرونة مع هذه التحديات، بهدف تقليل التأثير السلبي وتقوية مسار النمو الاقتصادي المحلي.

التضخم: انخفاض ملحوظ وتحسن التوقعات

شهد الربع الأول من عام 2025 انخفاضًا ملموسًا في معدلات التضخم السنوية، حيث تراجع التضخم الأساسي إلى 9.4% وهو الأدنى منذ ثلاث سنوات، بينما انخفض التضخم العام إلى 13.6%. هذا الأداء الإيجابي يُعزى إلى التأثير التراكمي للسياسات النقدية، بجانب تراجع أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية، مما يعزز التوقعات الإيجابية لتراجع الضغوط التضخمية على المدى القريب.

توقعات التضخم والمخاطر المستقبلية

من المرجح استمرار انخفاض التضخم تدريجيًا خلال عامي 2025 و2026 بفضل إجراءات ضبط الأوضاع المالية. ومع ذلك، تبقى مخاطر صعود التضخم قائمة بسبب تحديات كالحرب التجارية بين الصين وأمريكا والصراعات الإقليمية. هذه السيناريوهات تتطلب متابعة دقيقة من البنك المركزي لاتخاذ قرارات مناسبة.

الحفاظ على الاستقرار ودعم الاقتصاد

يأتي قرار خفض الفائدة كجزء من استراتيجية شاملة تهدف لتحقيق استقرار الأسعار وتقليل الضغوط التضخمية، مع استهداف التضخم عند 7% ± 2% بحلول نهاية 2026. تعكس هذه السياسات التزام البنك بالمرونة لمواكبة التطورات واستدامة الانتعاش الاقتصادي. ستستمر اللجنة في مراجعة البيانات والمستجدات بدقة لضمان اتخاذ قرارات تدعم الاقتصاد المصري وتحقق تطلعاته.

close