أسعار النفط تتراجع بفعل تأثيرات الحرب التجارية المستمرة

تستمر أسعار النفط في التأرجح وسط تقلبات الأسواق العالمية والتوترات الاقتصادية. فقد سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنسبة 1.13%، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.2%. في الوقت ذاته، توقعت وكالة الطاقة الدولية تباطؤ الطلب العالمي على النفط خلال السنوات القادمة، مع تأثر الأسواق بالرسوم الجمركية المتصاعدة والنزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

التحديات أمام الطلب العالمي على النفط

تشير توقعات وكالة الطاقة الدولية إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط سيصل إلى 730 ألف برميل يوميًا هذا العام، وهو انخفاض كبير مقارنةً بتقديرات الشهر السابق. كما تؤكد بيانات منظمة أوبك انخفاضًا مشابهًا في التوقعات، مما يعكس تأثير التوترات الاقتصادية العالمية. يُرجح أن العوامل الرئيسية وراء هذا التباطؤ تشمل الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي والإجراءات الانتقامية من الشركاء التجاريين. هذا التوتر التجاري المستمر يضغط على الاقتصادات العالمية ويهدد بدفعها نحو ركود محتمل.

تأثير عوامل السوق على الأسعار

بحسب خبراء اقتصاديين، فإن استمرار الضغط على سوق الأسهم قد يمنع ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، في حال تحسن أداء الأسواق المالية، يُحتمل أن يتجاوز خام غرب تكساس الوسيط حاجز 65 دولارًا للبرميل. في المقابل، استمرار الإنتاج المرتفع من أوبك+، التي تشمل أوبك وحلفاءها من المنتجين كروسيا، يُبقي الأسعار مستقرة في نطاق 60 دولارًا.

التوترات التجارية تزيد الضغوط

الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تُعد أحد أهم الأسباب وراء انخفاض أسعار النفط. حيث رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على السلع الصينية، مما دفع الصين إلى اتخاذ إجراءات انتقامية. هذه التطورات أثارت مخاوف السوق من ركود اقتصادي عالمي، وأثرت سلبًا على مستويات الطلب المتوقعة.

تغيّر المخزونات الأميركية

أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي زيادة مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بواقع 2.4 مليون برميل خلال أسبوع، بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير بنحو ثلاثة ملايين برميل لكل منهما. هذه التذبذبات في مستويات المخزون تؤكد استمرار حالة عدم الاستقرار في سوق النفط وتعكس ضعف التوازن بين العرض والطلب.

تظل التحديات الاقتصادية والتوترات التجارية عوامل رئيسية في تشكيل ملامح السوق النفطي خلال الفترة القادمة. ومع ذلك، قد يؤدي أي تغير في السياسات أو الأسواق إلى تقلبات جديدة.

close