حكم من مات قبل صيام رمضان: دار الإفتاء توضح الحقيقة

كثيرًا ما يشغل الناس حكم الشرع في من توفاه الله قبل أن يُكمل قضاء صيام رمضان. تكشف دار الإفتاء المصرية في فتوى شاملة عن هذه المسألة، موضحة الضوابط التي تحكم إفطار المريض خلال شهر رمضان وشروط القضاء أو سقوطه، معتمدين على أقوال أهل العلم وآراء الفقهاء التي تؤكد سماحة الشريعة الإسلامية ومرونتها في التعامل مع ظروف الإنسان.

حكم إفطار المريض في رمضان

أوضحت دار الإفتاء أن المريض الذي يشق عليه الصيام أو يلحق به ضرر، يجوز له الإفطار وفقًا لتقرير الأطباء المختصين. فالشرع يُقدّم الحفاظ على النفس، وإذا كان الصيام يسبب ضررًا صحيًا، يصبح الإفطار واجبًا. أما إذا مرض الإنسان خلال رمضان وغلب على الظن أنه سيشفى، ولم يتمكن من القضاء نتيجة الوفاة، فلا إثم عليه ولا يُطلب منه فدية.

متى يسقط القضاء عن المتوفى؟

أشارت الإفتاء إلى أن القضاء مشروط ببلوغ عدة من أيام أخرى لقوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. إذا توفي المريض قبل بلوغ هذه الأيام أو خلال استمرار مرضه، يسقط عنه القضاء والفدية. الشريعة تُراعي عدم القدرة، ولهذا لا يُكلف الإنسان بما لا يُطيق.

آراء الفقهاء حول المسألة

تنوّعت آراء الفقهاء المعتبرين حول هذه القضية، وجاءت لتؤكد التيسير في الإسلام:

  1. الحنفية: المريض الذي مات قبل الشفاء أو السفر، لا يلزمه قضاء ولا فدية؛ لأن السبب المانع للقضاء كان قائمًا.
  2. المالكية: إذا استمر العذر كمرض أو سفر حتى وقت الوفاة، فلا إثم أو كفارة؛ لأن القضاء مرهون بفوات العذر.
  3. الشافعية: من مات وعذره مستمر كالمرض، فلا قضاء عليه ولا فدية.
  4. الحنابلة: التأخر عن الصيام بسبب المرض أو العجز لا يترتب عليه أي التزام إذا توفي المريض قبل التعافي.

عبارات ختامية وتوضيحات

الشريعة الإسلامية تهدف إلى رفع الحرج وحفظ النفس، ولذلك فإن من مات قبل قضاء الصيام بسبب مرضه المستمر، يُعفى من القضاء والكفارة. يبقى الإسلام دين الرحمة والرفق، مقدّرًا ظروف الإنسان في جميع مراحل حياته.

close