وثيقة نادرة 1953: حقيقة إلغاء الإجازة الرسمية لعيد القيامة!

يشهد الشارع المصري جدلًا واسعًا حول تجاهل عيد القيامة المجيد في قائمة الإجازات الرسمية، وهو ما أثار مشاعر الاستياء والغضب بين ملايين الأقباط. يعتبر هذا اليوم أحد أبرز الأعياد المسيحية، ومع ذلك غاب عن جدول الإجازات الذي شمل احتفالات وطنية ودينية أخرى. هذا الوضع يفتح باب النقاش حول المساواة واحترام التنوع الديني في مصر.

عيد القيامة والمطالب المتجددة بإدراجه ضمن الإجازات

يعبّر عدد كبير من الأقباط المصريين عن استيائهم من غياب عيد القيامة عن قائمة الإجازات الرسمية، الأمر الذي يشعرهم بالتهميش مقارنة بأعياد أخرى معتمدة رسميًا. وقد ذكّر المنتقدون بأن عيد الميلاد المجيد، والذي تم اعتماده رسميًا كعطلة منذ عقود، يعتبر أقل أهمية دينية بالمقارنة بعيد القيامة الذي يحمل رمزية كبيرة للمسيحيين.

هذا التجاهل دفع كثيرين للمطالبة بضرورة الاعتراف به كعطلة رسمية، في سياق يعزز من قيم المواطنة والمساواة ويراعي خصوصية المجتمع المصري المتعدد.

ازدواجية التعامل مع الأعياد الدينية

يشير المتابعون إلى وجود تفاوت لافت في التعامل مع الأعياد الدينية، حيث جرى اعتماد عيد الميلاد وغياب عيد القيامة. وعلى الرغم من مشاركة العديد من المسلمين لطقوس تقديم التهاني وحضور القداسات، تبقى هذه المناسبة غائبة عن جدول الإجازات الرسمية. هذا الواقع يعكس تناقضات تحتاج إلى معالجة جادة لإبراز قيم التعددية والوحدة الوطنية.

التحديات داخل المؤسسات التعليمية

تُظهر أزمة طلاب الأقباط في المدارس والجامعات صورة أخرى للتجاهل الرسمي، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للحضور خلال أعيادهم الدينية المهمة مثل عيد القيامة. وبينما عدّلت بعض الجامعات جداولها، لا تزال العديد من المؤسسات تُطالب بمراعاة هذه المناسبات لضمان الراحة النفسية والدينية للطلاب دون استثناء أو تمييز.

لمحات من الماضي.. والاعتراف السابق بعيد القيامة

يكشف التاريخ المصري عن فترات كانت فيها الأعياد المسيحية معتمدة رسميًا كإجازات، بما في ذلك عيد القيامة. وثائق تعود لحقبة الملكية في الخمسينيات تدون قرارات تشمل إجازات للمناسبات المسيحية واليهودية، وهو ما يجسد فهمًا سابقًا للمواطنة الذي لا يزال مطلبًا أساسيًا حاليًا في ظل الدعوات للمساواة واحترام جميع الهويات الدينية.

نماذج إيجابية محدودة لكنها مشجعة

اتخذت بعض المؤسسات المحلية خطوات إيجابية بمنح العاملين الأقباط إجازات أثناء أعيادهم، مثل محافظة القاهرة التي أتاحت إجازات لمناسبات دينية متعددة. ومع ذلك، تبقى هذه المبادرات محدودة وينتظر الجميع صدور قرارات عامة تُنهي الجدل حول هذه القضية بصفة رسمية وصريحة.

العدالة في المحاكم ضرورة ملحة

من جهة أخرى، يعاني المحامون الأقباط من انعقاد جلسات في المحاكم خلال عيد القيامة، مما يمنعهم من المشاركة باحتفالاتهم الدينية. هذا الوضع يبرز الحاجة إلى إدراج هذا اليوم ضمن قائمة أيام الراحة الرسمية في جميع القطاعات، منعًا لأي تعارض بين الواجب المهني والاحتفال الشخصي بالمناسبات.

إقرار عيد القيامة.. خطوة نحو جمهورية جديدة

في ظل الجهود المبذولة لبناء “الجمهورية الجديدة”، يجب أن تكون المساواة واحدة من ركائزها الأساسية. إقرار عيد القيامة كإجازة رسمية سيعزز مفهوم المواطنة والتنوع، ويؤكد على قيم الوحدة الوطنية. إنها فرصة سانحة لإبراز التزام الدولة باحتواء جميع المواطنين بغض النظر عن دياناتهم، ما يعزز من مكانة مصر كنموذج للتعايش والتسامح.

close