إهانة وقتل المعلمين: مطالبات بمحاكمة وزير التعليم بعد حادثة البسيوني!

حين تفقد الإنسانية وزنها في المواقع القيادية، تحدث كوارث تعصف بحياة الناس وثقتهم في المؤسسات. جاء خبر وفاة أسامة البسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية بمحافظة المنوفية، كصدمة مدوية حيث وافته المنية نتيجة أزمة قلبية بعد لقاء جمعه بوزير التعليم. أثارت الواقعة موجة غضب بين المعلمين، الذين ألقوا اللوم على أسلوب الوزير، مطالبين بتحقيق عاجل للوقوف على حقيقة ما جرى ومنع تكراره.

أزمة وفاة مدير الإدارة: تفاصيل الحدث

تعود جذور القضية إلى زيارة الوزير لإدارة الباجور التعليمية، حيث أظهر تقديره العلني للأداء التعليمي هناك. إلا أن الوضع تغيّر بعد استدعاء البسيوني إلى العاصمة الإدارية دون تفسير واضح. عقب عودته، تعرض لإغماء أمام مدرسة المؤسسة بنون، ليتوفى لاحقاً بسبب أزمة قلبية مفاجئة. تزامنت الوفاة مع شائعات تفيد بتعرض البسيوني للتعنيف اللفظي، ما جعل الرأي العام يتساءل عن ملابسات تصرفات الوزارة.

سلسلة أزمات مشابهة

وفاة البسيوني لم تكن الثغرة الوحيدة في النظام التعليمي، بل عكست سلسلة أزمات تواجه العاملين في التعليم. حادثة أخرى جرت في كفر الشيخ، حيث أُصيب مدير إدارة آخر بأزمة قلبية بعد إقالته من منصبه لأسباب إدارية. أثارت هذه الوقائع شكوكاً حول مدى التزام الوزارة بالمعايير المهنية والإنسانية في إدارة القطاع التعليمي.

جانب رسمي ودعوات للتحقيق

من جهته، صرّح محمد صلاح وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية بشهادته حول الواقعة المؤسفة، مؤكداً تلقي البسيوني لومًا حادًا قبل وفاته. في سياق متصل، تقدمت النائبة سناء السعيد بطلب إحاطة رسمي، مشددة على ضرورة الكشف عن تفاصيل ما حدث للبحث في أسلوب تعامل مسؤولي الوزارة مع موظفيها، وضمان نهج إداري يحترم الكرامة الإنسانية.

أسباب احتقان المعلمين

حادثة البسيوني كشفت عن احتقان واسع بين المعلمين لأسباب متراكمة منها:
1. إعادة هيكلة المرحلة الثانوية بشكل أضر بمصالحهم.
2. أعباء العمل المرهقة مثل التقييمات المتعددة.
3. نقص حاد في أعداد المعلمين مع استحداث فصول جديدة.
4. سوء الأوضاع المادية وعدم صرف المكافآت المستحقة.
5. الإجراءات العقابية المبالغ فيها وتحويل المعلمين للتحقيق لأسباب بسيطة.

تتوالى الضغوط على المعلمين وسط تجاهل الوزارة لمطالبهم، مما جعلهم يشعرون بفقدان الدعم المهني والإنساني.

ضرورة الإصلاح واحترام الكوادر التعليمية

يتطلب الموقف اليوم أكثر من مجرد تحقيق في حادثة وفاة! يجب أن تمتد الإجراءات لإصلاح جذري في منظومة التعليم، لمعالجة أزمات المعلمين وضمان توفير بيئة عمل صحية آمنة تضمن كرامتهم. الإصلاح الحقيقي يبدأ بالاعتراف بالتحديات، والعمل على حلها بإنصاف ومهنية. الوقت لا يحتمل المزيد من التجاهل!

close