جامعها زوجها في نهار رمضان: هل تكفي الكفارة أم القضاء فقط؟

في شهر رمضان المبارك، يحرص المسلمون على الالتزام بتعاليم الصيام، ومع ذلك قد تطرأ بعض الأسئلة المتعلقة بأحكام شرعية حسّاسة، مثل حكم الجماع بين الزوجين أثناء الصيام. هذه المقالة تستعرض آراء الفقهاء حول ما يترتب على الزوجة إذا حدث الجماع في نهار رمضان، وما إذا كانت الكفارة واجبة عليها أم يكفيها القضاء.

آراء الفقهاء حول وجوب الكفارة أو القضاء

اتفق العديد من العلماء على اختلاف شروط وجوب الكفارة على الزوجة، فمن العلماء من يرى وجوب القضاء والكفارة عليها إذا كانت مطاوعتها للزوج برضاها. في المقابل، ذهب الشافعية إلى القول بأن الكفارة واجبة على الزوج فقط، وليس على المرأة شيء سوى القضاء، مستدلين بما ورد في الحديث الشريف الذي لم يأمر فيه النبي المرأة بالكفارة.

الاختلاف بين المذاهب الفقهية

تباينت آراء المذاهب حول هذا الموضوع:
1. المالكية يرون أن الزوج يجب عليه التكفير عن نفسه وعن زوجته إذا أكرهها على الجماع.
2. الحنابلة ومعهم الشافعية يرون أنه لا كفارة على الزوجة إذا أكرهها زوجها، بل يكفيها قضاء اليوم.
3. أما الثوري والأوزاعي وبعض أصحاب الرأي، فقد أجمعوا على عدم وجوب الكفارة على المرأة المكرهة.

متى يكتفي الزوجان بالقضاء؟

إذا حصل الجماع بين الزوجين مع رضا المرأة، يميل معظم العلماء إلى أنها ملزمة بقضاء اليوم، دون تحميلها الكفارة. وقد استدلوا بقصة الصحابي الذي أمره النبي عليه الصلاة والسلام بالإعتاق، دون أن يفرض على زوجته أي كفارة مشابهة.

حالات خاصة يجب الانتباه لها

1. إذا كانت الزوجة غير عاقلة أو قاصرة، فلا تُطالب بالكفارة أو القضاء.
2. الزوج الذي يكره زوجته على الجماع في نهار رمضان يتحمل وحده مسؤولية الكفارة.

هذه المسائل توضح أهمية التفقه في أمور الدين والرجوع لعلماء موثوقين لتوضيح الأحكام عند الضرورة، فالأحكام قد تختلف حسب الظروف والحالة. لا تنسوا أن الفتوى قد تتغير بحسب تفاصيل الحالة الفردية، لذا يُنصح باستشارة العلماء عند مواجهة مثل هذه الأمور.

close