إغلاق مدارس الأونروا في القدس: إسرائيل تصعّد باستهداف التعليم واقتحام جامعة

تشهد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات غير مسبوقة تهدد قدرتها على تقديم خدماتها لنحو 5.9 ملايين لاجئ فلسطيني في الشرق الأوسط. وذلك في ظل تصاعد القيود على عملياتها، وخصوصًا في القدس الشرقية والمناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، مما يثير قلقًا عالميًا حول مستقبل اللاجئين الفلسطينيين وتأثير هذه الضغوط على حياتهم اليومية.

قيود جديدة على أنشطة الأونروا في القدس الشرقية

تواجه الأونروا تهديدًا متزايدًا بعد مصادقة الكنيست الإسرائيلي على قانون يمنع عملها داخل إسرائيل، شاملاً القدس الشرقية. ويشكل هذا القانون انتهاكًا للاتفاقيات الدولية منذ عام 1967 التي سمحت للأونروا بتقديم خدماتها في هذه المنطقة. وأكدت النائبة الإسرائيلية يوليا مالينوفسكي أن الجهات المختصة ستعمل على إغلاق المدارس التابعة للوكالة ووقف تزويد مرافقها بالكهرباء والمياه، في خطوة تثير تساؤلات حول مستقبل آلاف الطلبة الفلسطينيين.

تداعيات قيود الأونروا على الخدمات التعليمية

أفاد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، بأن القرار سيؤثر مباشرًا على 800 طالب وطالبة على الأقل، مما يهدد استمرارية العملية التعليمية في مدارس الأونروا. كما وصف لازاريني هذا الإجراء بأنه انتهاك واضح لحقوق اللاجئين ولقرار حماية مؤسسات الأمم المتحدة. تجدر الإشارة إلى أن مدارس الأونروا تُعدّ شريان حياة أساسيًا لتوفير التعليم للأطفال الفلسطينيين في المناطق الواقعة تحت الاحتلال.

ردود فعل دولية ومحلية

تزايدت الضغوط على الأونروا بعد زعم الجيش الإسرائيلي تورّط موظفيها في أحداث أمنية، وهي اتهامات نفتها الوكالة تمامًا دون أدلة ملموسة. في المقابل، وصف المسؤولون الفلسطينيون الإجراءات الإسرائيلية بأنها جزء من خطة أوسع تستهدف القضاء على المؤسسات الداعمة للشعب الفلسطيني.

الأحداث الميدانية في جامعة القدس

لم تتوقف التوترات عند القيود المفروضة على الأونروا، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية جامعة القدس في بلدة أبو ديس، ما أدى لإصابة العشرات من الطلاب، وسط إطلاق مكثف للغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأفادت تقارير بأن أكثر من 30 طالبًا أصيبوا بجروح واختناق، في هجوم وُصف بأنه انتهاك صارخ للحق في التعليم.

الأونروا ودورها الحيوي للاجئين الفلسطينيين

تأسست الأونروا في أعقاب نكبة عام 1948، لتقديم الدعم لنحو 750 ألف لاجئ فلسطيني حينها. اليوم، تدير الوكالة برامج واسعة تشمل التعليم والصحة والإغاثة لنحو 5.9 ملايين لاجئ في غزة، الضفة الغربية، القدس الشرقية، الأردن، لبنان وسوريا. وبالرغم من التحديات الهائلة، تظل الأونروا ركيزة أساسية في تحسين حياة اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني من أزمات متفاقمة.

من الواضح أن استمرار الضغوط على الأونروا لن يؤثر فقط على المستقبل التعليمي للاجئين، بل سيزيد من معاناة شعب يعيش تحت ظروف صعبة وضغوط إنسانية خانقة. لا شك أن الحل يكمن في تحرك دولي عاجل لدعم الوكالة وضمان استمرارية خدماتها الحيوية.

close