ثقب أسود فائق الكتلة بمغناطيسية مذهلة يذهل العلماء!

في تطور علمي جديد، اكتشف فريق من علماء الفيزياء الفلكية الروس أن الثقب الأسود فائق الكتلة داخل المجرة NRAO 530 يولّد مجالًا مغناطيسيًا قويًا يؤدي إلى تشكّل حزمة نفاثة ذات حركة معقدة وقريبة من سرعة الضوء. يُعد هذا الاكتشاف إنجازًا علميًا فريدًا يفتح آفاقًا جديدة لتفسير الظواهر الفيزيائية في المجرات وخصائص الثقوب السوداء فائقة الكتلة.

الثقوب السوداء فائقة الكتلة وأهميتها العلمية

توفر الثقوب السوداء فائقة الكتلة فرصة نادرة لفهم الظواهر الكونية الأكثر تطرفًا. ويُعد الثقب الأسود في مركز المجرة NRAO 530 أحد أبرز هذه الأجرام الفلكية، حيث يوّجه حزمة نفاثة مضيئة نحو الأرض. تُظهر هذه الحزمة سلوكيات معقدة وغير مستقرة تعكس العمليات الفيزيائية الدقيقة داخل الثقب الأسود والمادة المحيطة به.

تفاصيل الاكتشاف العلمي

تمكّن الباحثون من الحصول على تفاصيل دقيقة حول البنية المغناطيسية للحزمة النفاثة، بفضل دمج بيانات من أربع تلسكوبات راديوية تعمل على خمسة أطوال موجية. هذه البيانات سمحت بتحديد نقطة انطلاق الحزمة وقياس قوة المجال المغناطيسي، التي تصل إلى 30 ألف غاوس، وهو ما يفوق شدة الحقول المغناطيسية على الأرض بآلاف المرات.

تأثير البيانات على النظريات الفيزيائية

أظهرت القياسات أن الحزمة النفاثة تتخذ شكلًا حلزونيًا بسبب دوران "قاعدة" الحزمة خلال دورة تمتد بين 6 و10 سنوات. يُعد هذا الشكل دليلًا على تطور مجال مغناطيسي شديد التعقيد قرب أفق حدث الثقب الأسود، وهو ما يعتبر مؤشرًا هامًا لإعادة تقييم النظريات الحالية حول سلوك الثقوب السوداء وآلية تشكّل هذه الحزم الضوئية.

خطوات البحث المستقبلية

يأمل العلماء أن يساهم هذا الاكتشاف في تضييق نطاق الفرضيات المتعلقة بآلية تشكّل النفاثات والسلوك المغناطيسي في الثقوب السوداء فائقة الكتلة. من المتوقع أن يتم تحسين تقنيات التحليل باستخدام التلسكوبات المتقدمة لدراسة المزيد من المجرات وأجرامها النشطة.

تبقى الثقوب السوداء مصدرًا لا ينضب للاكتشافات المثيرة، ويُظهر هذا البحث كيف يمكن للعلم والفلك تسليط الضوء على ألغاز الكون المعقدة، مما يعمّق فهمنا لأحد أكثر الظواهر إثارة في الفضاء.

close