التعليم مفتاح نهضة الدولة وبناء عقول مبدعة ومتطورة

حينما وضع الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- أسس المملكة العربية السعودية عام 1932م، أيقن أن التعليم هو أساس بناء الدولة ومفتاح نهضتها. أطلق مبادرات عديدة للنهوض بالعلم، بدءًا بإرسال البعثات للدول المتقدمة، وإنشاء مدارس ومعاهد متخصصة، بما في ذلك تأسيس الكليات الأولى في الرياض، التي أصبحت نواةً للتعليم الجامعي.

النواة الأولى للتعليم الجامعي في السعودية

شهد عام 1370هـ بداية تأسيس المعاهد والكليات داخل الرياض بأمر من الملك عبدالعزيز، وتحت إشراف الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ. وكانت الدراسة تشمل مراحل التمهيدي والثانوي والجوانب التخصصية في الشريعة واللغة العربية. رغم بساطة المباني آنذاك، كانت الكليات مشعل العلم للشباب السعودي، وتخرّج منها قادة في مجالات القضاء والتعليم وإدارة الدولة.

تحول المعاهد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود

في عام 1394هـ، جاء التحول الكبير حين أُعيد تنظيم تلك المعاهد والكليات لتصبح جامعة تحمل اسم الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-. توسعت الجامعة لتشمل برامج جديدة في الهندسة والطب والإعلام وأصول الدين، مع توفير برامج دراسات عُليا. واكبت الجامعة مسار التطور العلمي بفضل إدارتها المتعاقبة، حتى أصبحت منارةً تعليمية تُضاهي الجامعات العالمية.

رؤية 2030 وتعزيز مكانة التعليم

في ظل رؤية المملكة 2030، شهد التعليم العالي في السعودية نقلة نوعية. جامعة الإمام تميزت بمخرجات مواكبة لسوق العمل والسعي المستمر للتفوق العالمي. كما أن جامعات سعودية أخرى مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن نالت مراكز متقدمة في التصنيفات العالمية، مع تحقيق إنجازات لافتة في عدد براءات الاختراع والنشر العلمي.

استثمار الدولة في الكفاءات الوطنية

ساهمت القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين -يحفظهما الله- في تطوير المنظومة التعليمية. لم يكن التعليم العالي وحده محور التطور، بل أيضًا التعليم العام، حيث حقق الطلاب السعوديون جوائز دولية مرموقة في مسابقات علمية وأكاديمية.

كل هذه الإنجازات تعكس إيمان القيادة السعودية الراسخ بأن بناء العقول هو السبيل الأهم لتحقيق التنمية الشاملة، مما يعزز مكانة المملكة كقوة علمية واقتصادية إقليمية وعالمية.

close