في ضوء الجدل المتكرر حول اختلاف رؤية الأهلة بين الدول الإسلامية، يتساءل كثيرون عن تأثير هذه الاختلافات على صيام الأفراد، خاصة أولئك الذين يسافرون بين بلدان ذات توقيتات مختلفة لبداية الشهر. تحدث الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، عن موقف المسلم الذي ينتقل بين دولتين تختلفان في تحديد بداية شهر رمضان وأيام الصيام، مما يثير تساؤلات حول الحكم الشرعي لمثل هذه الحالات.
ضرورة الالتزام بجماعة البلد المضيف
أوضح الدكتور عطية لاشين أن الوحدة الجماعية تعد مبدأ هاماً في الإسلام، ولهذا يلتزم الفرد بنظام البلد الذي يقيم فيه. إذا انتقل المسلم من بلد أتم صيام رمضان إلى بلد ما زال يومه الأخير صياماً، فعليه مواصلة الصيام مع أهل البلد الجديد، حتى وإن كان قد أتم الصيام لمدة ثلاثين يوماً في الدولة التي جاء منها. الهدف من ذلك هو الالتزام بالشعور الجماعي والوحدة بين أفراد المجتمع.
حكم إفطار المسافر مع عيد بلد جديد
في حالة الانتقال من بلد صام أهله تسعة وعشرين يوماً إلى بلد آخر بدأ فيه العيد مبكراً، أكد لاشين أن الشخص يجوز له الاحتفال مع أهل البلد الجديد ويفطر ليشاركهم بهجة العيد، ولكن إذا كان مجموع أيام صيامه أقل من 29 يوماً (كما لو كانت 28 يوماً)، فعليه قضاء يوم بعد العيد لإتمام عدد أيام الصيام التي حددها الشرع.
أهمية احترام الشعور العام
الدكتور لاشين تطرق أيضاً إلى مسألة من يترك الشعور العام لجماعته، كالمقيم في بلده ويصوم معهم ثلاثين يوماً، لكنه يفطر مع دولة أخرى. هذه التصرفات، وفق قوله، تزعزع مظهر الجماعة وتخالف روح الإسلام التي تعنى بالتوافق والالتزام.