تحويل المدارس إلى أهداف عسكرية: نائب وزير التعليم يصفها بجريمة إنسانية كبرى

تشكل قضايا التعليم في مناطق النزاعات تحديًا عالميًا ومعاناة إنسانية عميقة تطال الأطفال والشباب، حيث يحرم هؤلاء من حق أساسي في حياة كريمة ومستقبل واعد. في مواجهة هذه الأزمات، يصبح التعليم وسيلة لا غنى عنها لإعادة البناء والسلام، وهو ما يطرحه الدكتور أيمن بهاء الدين كنائب وزير التربية والتعليم في كلمته بالمؤتمر الدولي السابع حول التعليم في مناطق الصراع.

التحديات الرئيسية للتعليم في مناطق النزاعات

تتعدد العوائق الرئيسية في المناطق المتأثرة بالصراعات، بدءًا من الانهيار الأمني وتدمير البنية التحتية واستخدام المدارس كمواقع عسكرية، وصولًا إلى النزوح القسري للأطفال وعائلاتهم. هذه التحديات تؤدي إلى حرمان ملايين الأطفال من التعليم بسبب فقدان المستندات الرسمية والاختلاف في الأنظمة التعليمية، بجانب نقص الكوادر التربوية المؤهلة، في ظل عمليات القتل والهروب القسري.

الأثر النفسي والاجتماعي على الأطفال

يعاني الأطفال المحرومون من التعليم في مناطق النزاعات من أزمات نفسية تتجلى في صدمات متكررة نتيجة مشاهد العنف والتدمير. ينتج عن ذلك مشاعر خوف تؤدي إلى التأثير السلبي على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي. تعزيز الدعم النفسي والاجتماعي يصبح أمرًا حيويًا لمساعدة هؤلاء الأطفال على التغلب على هذه الأزمات واستعادة التوازن في حياتهم.

الدور المصري في دعم التعليم لأبناء الدول المتضررة

كانت مصر على مدار تاريخها دولة داعمة للأشقاء في مناطق النزاع، حيث فتحت أبواب مدارسها للطلاب الوافدين من سوريا واليمن والسودان وفلسطين وغيرها. استطاعت إدماج هؤلاء الطلاب مع أقرانهم المصريين، وقدمت لهم تعليمًا بجودة متكافئة، ما يعكس التزامها الإنساني ودورها الريادي في بناء السلام.

حلول مبتكرة لدعم التعليم في مناطق النزاعات

ظهرت بعض المبادرات الملهمة، مثل استخدام المنصات الرقمية لتوصيل الدروس إلى الأطفال تحت الحصار، وتحويل الحافلات إلى فصول دراسية متنقلة في مخيمات النازحين، بجانب التعليم المجتمعي والشراكات العالمية. كل هذا يعكس أهمية الإرادة الإنسانية في مواجهة التحديات.

ضرورة الاستثمار في التعليم كوسيلة للسلام

لإنقاذ الأجيال القادمة، يجب تعزيز التمويل المستدام لدعم التعليم، توفير الحماية القانونية للمدارس والمعلمين، وضمان مراعاة الاستدامة في بناء المدارس الجديدة. كل خطوة نحو إعادة طفل إلى التعليم أو دعم معلم تُعد استثمارًا مباشرًا في مستقبل مشرق. ولن يتحقق ذلك إلا بالتعاون الدولي والمبادرات المبتكرة التي تضع الإنسانية في قلب الحلول.

close