أبناء النوبة ينظمون “زفة سحور” بقرية أبوسمبل.

في قرية أبوسمبل بمحافظة أسوان، تجدِّد التقاليد النوبية روحها في شهر رمضان المبارك. خرج شباب القرية في زفة احتفالية لإيقاظ الناس للسحور، مستخدمين الدفوف والأناشيد النوبية. هذه العادة العريقة تعكس تمسك أبناء النوبة بتراثهم وفنهم، مما يجعل رمضان فرصة لإحياء الهوية النوبية وتقوية الروابط الاجتماعية.

إحياء الفن النوبي في رمضان

التزامًا بتقاليدهم، يحرص أهالي النوبة على ربط الفن بمناسباتهم الدينية. في رمضان، ينظم الشباب زفات نوبية تجوب شوارع القرى، خاصة في أبوسمبل. يشارك في هذه الزفات فنانون نوبيون مثل “بيبو أدم” و”بلال كديس”، مما يعكس دور الفن في تعزيز الروح الجماعية وإضفاء البهجة على الشهر الكريم.

إفطار جماعي لتوحيد القرى النوبية

شهدت قرية أبوسمبل إفطارًا جماعيًا حضره أبناء 44 قرية تحت شعار “يوم في حب النوبة”. هدفت هذه الفعالية إلى توطيد العلاقات بين القرى وإحياء التراث النوبي. شارك في الحدث مسؤولون من مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم والثقافة والشباب، مما يعكس أهمية هذه المناسبة في تعزيز الوحدة بين أبناء النوبة.

فعاليات ثقافية ورياضية

تضمنت الفعاليات نهائيات الدورة الرمضانية لكرة القدم في مركز شباب أبوسمبل، حيث تم تسليم الجوائز للفائزين. كما أقيم ملتقى ثقافي وجلسة حوارية لبحث قضايا تهم أهالي النوبة. هذه الأنشطة تسهم في تعزيز الوعي الثقافي والتربوي بين الشباب، وتسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية النوبية.

مشاركة رسمية وشعبية واسعة

حضر الفعاليات عدد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك الدكتور ناصر سليم وكيل وزارة الشباب والرياضة، والشيخ نوح مدير إدارة أوقاف نصر النوبة، بالإضافة إلى فنانين نوبيين مثل “بيبو أدم” و”بيس ام بيس”. هذا التفاعل الرسمي والشعبي يؤكد على أهمية هذه المناسبة في تعزيز الترابط الاجتماعي والثقافي بين أبناء النوبة.

في الختام، تعتبر هذه الفعاليات رمزًا لتمسك أهالي النوبة بتراثهم وهويتهم. من خلال إحياء التقاليد الرمضانية، يستمر أبناء النوبة في نقل إرثهم الثقافي للأجيال القادمة، مع الحفاظ على قيم الوحدة والانتماء.

close