يُعد التعليم والتدريب المهني والتقني (TVET) عنصرًا حيويًا في بناء اقتصاد قوي وقوى عاملة ماهرة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة. في فلسطين، يواجه هذا القطاع تحديات تاريخية واقتصادية وسياسية، لكنه شهد تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، خاصة مع إنشاء الهيئة الوطنية للتعليم والتدريب المهني والتقني. يلعب هذا القطاع دوراً محورياً في تقليل البطالة وتعزيز الإنتاجية، مما يجعله ركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
التطور التاريخي للتعليم المهني
مرّ التعليم المهني في فلسطين بمراحل عديدة، بدءاً من الفترة العثمانية، حيث تم إنشاء أولى المؤسسات المهنية مثل مدرسة دار الأيتام السورية ومدرسة الساليزيان. ومع الانتداب البريطاني، شهد القطاع تطوراً محدوداً، تلاه توسع في عهد الحكم الأردني. ومع ذلك، تراجع القطاع خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي بسبب سياسات الإهمال. أما في عهد السلطة الوطنية، فقد تم إعادة هيكلة القطاع عبر إنشاء مراكز تدريب جديدة وتطوير البرامج التعليمية.
دور الهيئة الوطنية
تأسست الهيئة الوطنية للتعليم المهني لمواجهة التحديات التي يعاني منها القطاع، مثل ضعف التنسيق بين الجهات المعنية ونقص التمويل. وتتولى الهيئة مهامًا رئيسية، منها:
- وضع السياسات والاستراتيجيات الوطنية.
- تنسيق الجهود بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية.
- ضمان الجودة والاعتماد من خلال معايير موحدة.