قدم فيلم “حرب المدينة” تجربة سينمائية فريدة تجمع بين التاريخ والدراما، حيث يسلط الضوء على حقبة مفصلية من النضال الإندونيسي بعد إعلان الاستقلال. الفيلم، المستوحى من الرواية الشهيرة “شارع تاكدا أوجونغ” للمختار لوبيس، يعكس جروح الماضي وآثار النضال في 1946، ما يجعله رسالة تجمع بين الفن والوعي التاريخي. عُرض العمل لأول مرة في مهرجان روتردام السينمائي الدولي ولاقى استحسانًا كتحفة فنية حديثة.
قوة السرد السينمائي في استعادة الذكريات
أعرب وزير الثقافة فضلي زون عن إعجابه بالدور الذي يلعبه فيلم “حرب المدينة” في استعادة الحكايات التاريخية التي لم تكتمل. أوضح الوزير أن الفيلم لا يقدّم فقط صورة فنية، بل يعمّق فهم جيل الشباب لتاريخ إندونيسيا من خلال أسلوب سردي مُتقن يجعل الماضي حاضرًا. هذا الربط العاطفي بين الجمهور والأحداث يُظهر القوة الكامنة في السينما كسلاح ثقافي مؤثر.
تعاون دولي لصنع تحفة فنية
الفيلم لم يكن مجرد إنتاج محلي، بل عكس تعاونًا دوليًا بين إندونيسيا وسنغافورة وهولندا وفرنسا والنرويج والفلبين وكمبوديا. تضمنت عملية ما بعد الإنتاج استوديوهات عالمية من فرنسا والولايات المتحدة، مما أعطى العمل بُعدًا دوليًا. يُعَد هذا التعاون نموذجًا يحتذى به في إنتاج مشاريع فنية تعكس الهوية المحلية مع طابع عالمي.
قصة حب وصراع مليئة بالمفارقات
من بطولة مجموعة من أبرز المواهب، مثل شيكو جيريكاوا وأرييل تاتوم، يجمع الفيلم بين صراعات داخلية وقصص حب وسط فوضى النضال. القصة تدور حول مثلث حب يعكس التعقيدات النفسية والعاطفية للأفراد الذين يعيشون في ظل الصراع. هذا المزيج بين العاطفة والنضال يجعل الفيلم قريبًا من الجمهور ومؤثرًا بعمق.