تهميش اللغات الأجنبية الثانية بالثانوية العامة.. طلب إحاطة يكشف التداعيات السلبية للقرار

يشهد قرار تهميش مادة اللغة الأجنبية الثانية من درجات المجموع التراكمي للثانوية العامة انتقادات واسعة، إذ أثار حالة من الغضب بين الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين. يعتبر الكثيرون أن هذا القرار يهدد جودة التعليم، ويؤثر سلبًا على إعداد الطلاب لسوق العمل والكليات التي تتطلب مستوى عاليًا من المهارات اللغوية. لذا تتطلع الجهات التعليمية لمعالجة تداعياته.

قرار يثير الجدل في الأوساط التعليمية

تقدمّت النائبة ميرال جلال الهريدي بطلب إحاطة لمراجعة هذا القرار الذي وصفته بأنه صدمة للطلاب وأولياء الأمور. وأوضحت النائبة أن القرار يعكس تجاهلًا لأهمية اللغة الثانية كوسيلة لتعزيز مستوى الثقافة والمعرفة وتمكين الطلاب من المنافسة في سوق العمل محليًا ودوليًا. كما أكدت أنه يعكس تقصيرًا في تقييم دور التعليم متعدد اللغات كعنصر محوري في نهضة الدول والمجتمعات.

أثر القرار على جودة التعليم ومستقبل الطلاب

رأت النائبة أن رفع اللغة الأجنبية الثانية من المجموع يرسخ ثقافة الاكتفاء بالحد الأدنى لدى الطلاب، مما يضعف الحافز التعليمي ويقلل من أهمية الاجتهاد. بالإضافة إلى ذلك، يسهم هذا القرار في خلق فجوة بين الطلاب الذين يبذلون جهدًا لدراسة اللغة الثانية وأقرانهم الذين يتجاهلونها. التأثير السلبي يمتد أيضًا إلى مرحلة التعليم الجامعي، حيث ستواجه الجامعات صعوبة في الحصول على طلاب بمستوى مقبول من الكفاءة اللغوية.

تأثيرات القرار على المعلمين ومنظومة التعليم

لم تقتصر تداعيات القرار على الطلاب فقط، بل أثرت أيضًا على المعلمين والإدارات المدرسية. إذ أصبح معلمو اللغات الأجنبية الثانية يواجهون تقليلًا في الحصص المخصصة لهم، مما أثر على مكانتهم المهنية. كما بدأت الأسر تفقد حافزها للاستثمار في تعليم هذه المادة، سواء بالحصص الخصوصية أو دعم المدرسة.

المخاطر على الالتزامات الدولية لمصر

تشير النائبة إلى أن القرار يتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر لدعم تعليم اللغات الأجنبية بالتعاون مع دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. إذ تُقدم تلك الدول دعمًا لتطوير المناهج وتقديم المنح التدريبية للمعلمين. التراجع عن هذا الالتزام يهدد سمعة مصر أمام شركائها الدوليين ويضعها في موقف محرج.

مطالبة بالتراجع عن القرار

طالبت النائبة ميرال جلال الهريدي بعقد جلسة برلمانية عاجلة لمناقشة القرار، ومساءلة وزير التربية والتعليم عن أسسه العلمية ودراسة تأثيراته السلبية. كما دعت إلى إعادة إدراج اللغة الأجنبية الثانية ضمن المواد الأساسية لتشجيع الطلاب على تطوير مهاراتهم اللغوية وضمان تكافؤ الفرص للجميع.

close