التعليم والصحة أولوية قصوى في مناقشات الموازنة الجديدة لتحقيق تطلعات المواطنين

تسعى الحكومة المصرية إلى تحقيق التوازن بين متطلبات التنمية والاحتياجات المتزايدة للمواطنين من خلال تنفيذ توصيات الحساب الختامي لموازنة العام المالي الجديد 2025-2026. وعلى الرغم من التحسينات التي أجرتها الحكومة بناءً على ملاحظات البرلمان والجهاز المركزي للمحاسبات، لا تزال بعض التحديات تعرقل كفاءة تطبيق الموازنة، ما يتطلب حلولًا فعّالة لضمان تحقيق مستهدفاتها التنموية.

التركيز على الصحة والتعليم كأولوية وطنية

تُعد الصحة والتعليم من الركائز الأساسية التي يجب تعزيزها لتحقيق تنمية مستدامة. فقد أشارت النائبة سميرة الجزار إلى أن الاستثمار في الإنسان المصري يبدأ بتحقيق تعليم جيد ورعاية صحية شاملة. وبيّنت أن هذه الجوانب تُعتبر مفتاح النجاح لأي دولة تسعى إلى التطور ونهضة شعوبها. فالإنسان المتعلم والصحي يُمكنه المساهمة بفعالية في بناء وطنه والمنافسة عالميًا.

تعزيز القطاعات الإنتاجية لجذب الإيرادات

من الضروري تطوير قطاعات إنتاجية قوية تقلل اعتماد الدولة على القطاعات الخدمية. وذلك يشمل دعم الزراعة، الصناعة، والتكنولوجيا، بالإضافة إلى الترويج للسياحة من خلال الاستثمار في البنية التحتية السياحية مثل إنشاء الغرف الفندقية والتوسع في الحملات الترويجية. تمتلك مصر ثروة سياحية وأثرية، مثل مسار العائلة المقدسة وموقع التجلي الأعظم، وهي عوامل جذب قادرة على استقطاب ملايين السياح سنويًا.

ضبط الإنفاق وتوجيه الموارد بكفاءة

لمعالجة التحديات المالية، أكدت “الجزار” على حاجة الحكومة لضبط الإنفاق العام وتحديد أولويات الإنفاق بدقة. وشددت على أهمية تنفيذ تدابير الترشيد بشكل فعلي يشعر به المواطن العادي، ما يساهم في تعزيز ثقة الناس في إدارة الموارد وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

الأرقام الرئيسية لموازنة العام المالي الجديد

تُظهر الأرقام في البيان المالي للموازنة نموًا ملحوظًا في الإيرادات بنسبة 19% لتصل إلى 3.1 تريليون جنيه، مقابل مصروفات بلغت 4.6 تريليون جنيه بزيادة 18%. وتسعى الموازنة لتحقيق فائض أولي بحوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي وخفض الدين العام إلى 82.9%. كما خُصصت 732.6 مليار جنيه للدعم والمنح الاجتماعية، إضافة إلى 160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية.

التزام بالاستحقاقات الدستورية

تعكس الموازنة الجديدة التزامًا واضحًا بالاستحقاقات الدستورية، مع تخصيص ما يزيد عن 10% من الناتج المحلي الإجمالي للتعليم، والصحة، والبحث العلمي. هذه الخطوة تأتي ضمن المساعي لتوفير أساس متين لتنمية بشرية شاملة تضمن نهضة مصر على مختلف الأصعدة.

بهذه المنهجية المتكاملة، تهدف الحكومة إلى مواجهة التحديات المالية والاقتصادية مع تحقيق استدامة تنموية توجه الجهود نحو تحسين جودة الحياة لكل مواطن.

close