في عصر الابتكار التكنولوجي، يشهد التعليم تحوّلاً غير مسبوق بفضل استخدام تقنيات متقدمة مثل الواقع الافتراضي (Virtual Reality). هذه التقنية، التي بدأت كأداة ترفيه، أصبحت الآن وسيلة تعليمية تغيّر شكل الفصول الدراسية التقليدية، ما يتيح للطلاب خوض تجارب تعليمية تفاعلية غير مسبوقة. لكن التساؤلات حول التكاليف والوصول العادل تكشف عن تحديات يجب معالجتها.
النمو المتسارع لتقنيات الواقع الافتراضي
تشير أبحاث السوق إلى ازدياد الاهتمام باستخدام الواقع الافتراضي في التعليم العالي. شركة «تكنافيو» قدرت نمو قطاع التعليم بـ67.6% خلال 2024، فيما توقعت «غارتنر» أن 70% من المدارس في الاقتصادات المتقدمة ستتبنى هذه التقنيات بحلول 2030. بفضل الواقع الافتراضي، يمكن للطلاب استكشاف مواضيع تعليمية معقّدة بطريقة تفاعلية، كزيارة مواقع تاريخية أو محاكاة تجارب علمية بأمان. كذلك، يمثل الواقع الافتراضي أداة تدريب مهني فعّالة، حيث تشير دراسة لشركة PwC إلى أن هذه التقنية تزيد سرعة التدريب أربع مرات مقارنة بالأساليب التقليدية، خاصة في مجالات الطب والهندسة.
فوائد التعليم عن بُعد باستخدام VR
يعيد الواقع الافتراضي تشكيل التعليم عن بُعد، خصوصاً في المجتمعات النائية. يسمح بتقديم دروس غامرة تتجاوز القيود الجغرافية، كما يحدث في دول مثل الهند وجنوب إفريقيا. ورغم الفوائد الواضحة، تبقى التكاليف الأولية للتقنيات عائقاً كبيراً؛ إذ تؤكد التقارير أن العديد من الدول النامية تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتبني هذا النوع من التقنيات على نطاق واسع.