أسعار النفط ترتفع بقوة مع وعود أمريكية بخفض الخام الإيراني

تتصاعد أسعار النفط بشكل ملحوظ مع تجدد التوترات الجيوسياسية، بعدما أعلنت الولايات المتحدة تكثيف جهودها لخفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر. هذا التطور يؤجّج المخاوف بشأن الإمدادات العالمية ويدفع الأسعار للصعود، حيث تجاوز خام “برنت” 66 دولاراً للبرميل، مع تسجيل خام “غرب تكساس” الوسيط 63 دولاراً. هذه الحركات السعرية تأتي وسط توقعات بتأثيرات مستمرة على السوق العالمي.

إجراءات أمريكية للضغط على إيران

تسعى الولايات المتحدة لتعزيز سياساتها ضد إيران بفرض عقوبات صارمة. أعلن وزير الخزانة الأميركي أن واشنطن ستواصل تعطيل سلاسل إمداد النفط الإيراني عبر إجراءات تستهدف شركات تتعامل مع طهران. ومن بين هذه الشركات، مصفاة صينية تورطت في تجارة نفط بقيمة تتجاوز مليار دولار، ما يعكس التوسع الإيراني في الالتفاف على العقوبات.

مخاوف إيران والتحذيرات المتبادلة

من جانبها، أعربت إيران عن قلقها من تأثير هذه الإجراءات على المحادثات النووية مع الولايات المتحدة. فقد حذرت طهران من احتمال انهيار هذه المفاوضات إذا ما استمرت واشنطن في سياساتها التصعيدية، وهو ما قد يعقّد جهود تخفيف التوتر الطويل بين الجانبين.

تأثيرات محدودة للعقوبات وأدوار الصين

رغم التصعيد، يعتقد خبراء أن تأثير العقوبات الحالية قد لا يكون كبيراً. فقد طورت إيران بالتعاون مع الصين شبكات توريد بديلة وآليات دفع خارج النظام المالي التقليدي، ما يقلل تأثير الإجراءات الأميركية على التدفقات النفطية.

أسباب أخرى لتعافي أسعار النفط

ارتفعت الأسعار أيضاً بفضل انخفاض المخزونات الأميركية في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، والتي تُعد نقطة تسليم رئيسية. ورغم ذلك، لا تزال الزيادات السعرية محدودة مقارنة بخسائر تجاوزت 10 دولارات للبرميل الشهر الماضي.

تحالف “أوبك+” ودوره في استقرار السوق

بالإضافة إلى ذلك، يعكف تحالف “أوبك+” على حثّ الأعضاء على الامتثال للحصص الإنتاجية المحددة. ومع ذلك، تُظهر البيانات الأخيرة تحديات في الأداء، خاصة مع ارتفاع المخزون لدى دول مثل كازاخستان. يُتوقّع أن تتوقف التداولات مؤقتاً بسبب عطلة رسمية في نهاية الأسبوع.

هذه المستجدات تبرز التعقيدات التي تواجه سوق الطاقة اليوم، وتحدد معالم التحولات القادمة في ظل التوترات السياسية والاقتصادية.

close