تأخير قضاء صيام رمضان لعام أو أكثر: هل يُلزم بالفدية؟

تناولت دار الإفتاء المصرية مسألة تأخير صيام قضاء أيام رمضان الفائتة بسبب المرض أو غيره من الأعذار. وأوضحت أن الأفضل التعجيل بالقضاء بمجرد القدرة عليه، إلا أن تأخير القضاء حتى يدخل رمضان آخر لا يستوجب إلا أداء الصيام فقط دون الحاجة إلى دفع الفدية، وفقًا لما ورد في النصوص الشرعية وآراء العلماء.

حكم تأخير قضاء أيام رمضان

أفادت دار الإفتاء أن تأخير صيام القضاء بعذر أو بدون عذر حتى قدوم رمضان جديد يُلزم المكلف بالقضاء فقط بعد انتهاء رمضان الحالي. واستشهدت بالآية القرآنية: ﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. وأوضحت أن الفدية لا تلزم إلا في حال العجز التام عن الصيام.

الفرق بين القضاء والفدية

بينت دار الإفتاء أن القضاء هو الأصل الشرعي لتعويض أيام الصيام الفائتة، بينما تُعتبر الفدية بديلاً عند تعذّر الأداء تمامًا. الجمع بين القضاء والفدية غير جائز، إذ يُعد ذلك مضاعفة للعبادة في حالة غير منصوص عليها، كما دلّت على ذلك النصوص الشرعية وآراء العلماء في الفقه الإسلامي.

آراء العلماء حول تأخير القضاء

تعددت آراء العلماء في المسألة، وأجمع كثير منهم على أن المكلف إذا أخَّر القضاء حتى حلّ رمضان جديد، فلا يجب عليه سوى صوم الأيام الفائتة.
1. الإمام النووي أشار إلى أن القضاء فقط هو المطلوب، دون الفدية.
2. الإمام الكاساني بيّن عدم توقيت وجوب القضاء، موضحًا أن المكلف غير مُلزم بزمن معين لأدائه.
3. ابن نجيم وابن مفلح أكّدا نفس الرأي، بناءً على الآية الكريمة التي لم تشير إلى الإطعام في هذه الحالة.

أهمية الالتزام بأداء القضاء

ختامًا، أكدت دار الإفتاء أهمية عدم التهاون في قضاء الأيام الواجبة وتعجيل الأداء عند القدرة، التزامًا بالنصوص الشرعية وتجنبًا لأي مشقة مستقبلية. يُعتبر القضاء فرصة للتكفير عن الفائت والمحافظة على القرب من الله، مع الالتزام بالنصيحة الفقهية لتجنب الجمع بين القضاء والفدية إذا لم يكن هناك نص صريح يلزم بذلك.

close