أسعار الفائدة.. البنك المركزي المصري يحسم مصيرها في اجتماع الخميس

تشهد السوق المصرية تطورات مهمة على مستوى السياسة النقدية، حيث يتوجه البنك المركزي المصري لعقد ثاني اجتماعات لجنة السياسة النقدية لعام 2025، في ظل ارتفاع جديد لمعدلات التضخم التي بلغت 13.1% في مارس. ومع التحديات الاقتصادية المتمثلة في تحقيق التوازن بين ضبط الأسعار وتحفيز النمو الاقتصادي، تتباين التوقعات بين تثبيت أو خفض أسعار الفائدة وسط ترقب واسع من الأوساط الاقتصادية.

ارتفاع التضخم وتأثيره على السياسة النقدية

شهد شهر مارس 2025 ارتفاعًا في معدل التضخم السنوي ليصل إلى 13.1% مقارنة بـ12.5% في فبراير، مع تسجيل 13.6% في المدن. وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ساهمت زيادات أسعار الغذاء والمشروبات بنسبة 3.5% على أساس شهري في تسريع التضخم. في المقابل، أشار البنك المركزي إلى انخفاض التضخم الأساسي إلى 9.4%. هذه التحركات تضع ضغوطًا على قرارات لجنة السياسة النقدية لتحديد مسار أسعار الفائدة.

توقعات مؤسسات دولية حول قرار البنك المركزي

تباينت رؤية المؤسسات الدولية حول اجتماع البنك المركزي المقبل، لكنها اتفقت نسبيًا على الحذر من القرارات المفاجئة:

  1. فيتش سوليوشنز: تشير التوقعات إلى تثبيت الفائدة في أبريل عند مستوياتها الحالية، مع خفض تدريجي في يونيو يؤدي إلى انخفاض إجمالي يصل إلى 9% بحلول ديسمبر 2025.
  2. جولدمان ساكس: تتوقع انخفاضًا تراكميًا في أسعار الفائدة بنسبة 14.25% بنهاية 2025، ولكن مع استبعاد خفض فوري في أبريل نظرًا لاستمرار ارتفاع التضخم.
  3. مورجان ستانلي: رجحت تثبيتا مؤقتًا للفائدة في أبريل، مع احتمال خفض 1% في مايو إذا أظهرت البيانات تحسنًا في تضخم الأسعار.
  4. كابيتال إيكونوميكس: تتوقع تخفيضًا تراكميًا بنسبة 16% خلال 2025، شرط تراجع التضخم إلى 9% واستقرار سوق الصرف وزيادة الاحتياطي.
  5. جي بي مورجان: أشارت إلى إمكانية خفض رمزي للفائدة بنسبة 2% خلال أبريل كتمهيد لخفض إجمالي قدره 4% في 2025.

مسار محتمل لتخفيف السياسة النقدية

بالنظر إلى مزيج التحديات المحلية والتحسن المتوقع في تدفقات الاستثمار الأجنبي واستقرار السلع، يبدو أن التخفيف التدريجي للسياسة النقدية هو الاتجاه المتوقع. ومع ذلك، تظل هناك مخاطر عالقة تجعل الصبر مفتاحًا لضمان استقرار الاقتصاد دون تضخم مفرط.

تظل قرارات لجنة السياسة النقدية محورية في رسم مسار الاقتصاد المصري، حيث يتأرجح البنك المركزي بين حماية المستهلك من ارتفاع التضخم وتحفيز الاستثمار الاقتصادي لتحقيق نمو مستدام.

close