الأقصر: العاصمة العالمية الأولى للثقافة والتاريخ والتراث تحتفل بتكريمها

تشهد محافظة الأقصر فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر حول الاستدامة والتنمية المتكاملة والبحوث المتقدمة في السياحة والتراث، الذي يستمر حتى يوم السبت المقبل. يتزامن هذا المؤتمر مع اختيار الأقصر كعاصمة عالمية للثقافة والتراث والسياحة، تكريمًا لمكانتها كأيقونة للحضارة الإنسانية. تضم فعاليات المؤتمر مجموعة من النقاشات الرائدة بحضور شخصيات بارزة وخبراء عالميين.

أهمية السياحة للاقتصاد العالمي

تناولت جلسات المؤتمر قضايا محورية حول أهمية السياحة وتأثيرها على مختلف الدول اقتصاديًا واجتماعيًا. تُعتبر السياحة مصدرًا حيويًا للعمالة، حيث تتيح فرص عمل للنساء والشباب والمجموعات التي تجد صعوبة في دخول سوق العمل. كما تُسهم بشكل كبير في تقليل نسب البطالة وتعزيز النمو الاقتصادي، مما يجعلها أحد العوامل الداعمة لاستقرار المجتمعات.

السياحة كوسيلة للتفاهم والسلام

لعبت السياحة دورًا أساسيًا في بناء جسور التواصل بين الشعوب، حيث تساعد في تعزيز التفاهم والسلام العالمي. وفي هذا السياق، أشار المشاركون إلى أهمية السياحة المستدامة في تعزيز التعايش السلمي وحل النزاعات من خلال التبادل الثقافي. شعار “السياحة والسلام” يعكس رؤية المؤتمر في دور السياحة كوسيلة لتحقيق المصالحة بين الأمم.

الازدهار الاقتصادي للسياحة عالميًا

وفقًا للدكتور سعيد البطوطي، فإن قطاع السياحة يُعتبر من أبرز القطاعات الاقتصادية عالميًا، حيث ساهم بنسبة 10٪ من الاقتصاد العالمي في العام الماضي بما يعادل 10.9 تريليون دولار. ومع تسجيل 1.45 مليار سائح دولي، تمكن القطاع من التعافي شبه الكامل من تأثير جائحة كورونا. كما حققت السياحة صادرات بقيمة 1.9 تريليون دولار، لتتفوق بذلك على مستويات ما قبل الجائحة.

التوجه المستقبلي لقطاع السياحة

من المتوقع أن تحقق السياحة العالمية نموًا بنسبة 1.5٪ سنويًا لتصل بحلول عام 2034 إلى مساهمة قدرها 16 تريليون دولار في الناتج المحلي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، سيشهد القطاع زيادة كبيرة في فرص العمل، مع توقع خلق أكثر من 101 مليون وظيفة جديدة، مما يعزز مساهمة السياحة في تحقيق التنمية المستدامة عالميًا.

أرقام قياسية في وظائف السياحة

استنادًا إلى إحصائيات العام الماضي، وفر قطاع السياحة 357 مليون وظيفة عالميًا، بما يعادل واحدة من كل عشر وظائف. يعكس هذا الارتفاع مدى أهمية القطاع في دعم القوة العاملة العالمية ويعزز دوره المحوري في محاربة البطالة وبناء المجتمعات المستقرة اقتصاديًا واجتماعيًا.

يتضح من فعاليات المؤتمر كيف أن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي فحسب، بل وسيلة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة والتواصل الثقافي والسلام العالمي.

close