فوائد الهاتف الذكي لكبار السن: دراسة جديدة تكشف حقائق مدهشة

في دراسة حديثة تكشف عن فوائد مُبشرة، توصل الباحثون إلى أن استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يمكن أن يُحسّن من القدرات المعرفية لكبار السن، مما يُقلل من خطر الإصابة بالخرف. وبينما كانت هناك تحذيرات سابقة من تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية، تشير النتائج إلى أن الاستفادة من هذه التقنية قد تكون وسيلة فعالة لدعم الدماغ مع التقدم في العمر.

دراسة شاملة تراجع المزاعم السلبية حول التكنولوجيا

أظهرت الدراسة، التي شملت مراجعة بيانات أكثر من 400 ألف شخص تجاوزوا الـ60 عامًا، أن كبار السن الذين يستخدمون الأجهزة الرقمية بانتظام يعانون من تدهور معرفي أقل مقارنة بغيرهم. وتُفنّد هذه النتائج فكرة “الخرف الرقمي” التي طالما ارتبطت باستخدام التكنولوجيا. كما أشارت التحليلات إلى أن الأدوات الرقمية، عند استخدامها بشكل صحيح، قد توفر دعما معرفيا وقدرة أكبر على مواجهة التحديات اليومية.

عوامل التواصل والتعقيد تعزز صحة الدماغ

بحسب تحليل 57 دراسة منشورة، تم تأكيد وجود علاقة إيجابية بين استخدام التكنولوجيا وبين الأداء الإدراكي. وذكر العلماء أن العوامل المعقدة التي توفرها التكنولوجيا، مثل التطبيقات التفاعلية أو الاتصال الاجتماعي عبر الإنترنت، تساعد في تعزيز صحة الدماغ لدى كبار السن. فالأدوات الرقمية تُحفّز على التفكير، كما تُسهل إنشاء الروابط الاجتماعية وتعويض بعض القدرات الطبيعية التي تتدهور مع الزمن.

التكنولوجيا كأداة لتعويض القدرات

تُظهر الأدوات الرقمية قيمة عملية مدهشة؛ فمن خلال التطبيقات التي تُسهل إدارة المهام اليومية، مثل ضبط مواعيد الأدوية أو العثور على الطرق باستخدام نظام GPS، يمكن لكبار السن البقاء مستقلين لفترة أطول. لكن الباحثين يُنبّهون إلى أن الفائدة تعتمد على نوعية الاستخدام، إذ إن الاستخدام السلبي، كما هو الحال مع التلفاز، لا يقدم التأثير المعرفي الإيجابي ذاته.

التحديات المستقبلية والبحث المستمر

رغم النتائج المشجعة، يؤكد الباحثون على الحاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم آليات هذه العلاقة. ويشيرون إلى أن تقنيات مثل الإنترنت والأجهزة اللوحية تقدم فرصًا لتحسين جودة حياة كبار السن، بشرط أن يتم استغلالها بطرق تعزز من التفاعل الذهني والاجتماعي. بهذه الطريقة، يمكن للتكنولوجيا أن تُصبح أداة فعّالة لتقليل آثار الشيخوخة على الدماغ.

close