الذهب يتصدر المشهد: الأوقية ترتفع لـ3232 دولارًا وعيار 21 يلامس 4650 جنيهًا

أسعار الذهب تشهد تذبذبًا ملحوظًا على المستويين العالمي والمحلي مؤخرًا، حيث يواصل المعدن النفيس جذب المستثمرين كملاذ آمن وسط تصاعد التوترات التجارية والاقتصادية عالميًا. بينما تأثر الذهب المحلي بشكل مباشر بتقلبات العملة المحلية والتصحيح في الأسواق العالمية. يبرز الذهب كخيار استثماري آمن في أوقات عدم اليقين، مع استمرار النقاش حول الاتجاهات المستقبلية لأسعاره.

تحركات أسعار الذهب العالمية

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا معتدلًا خلال تعاملات اليوم، حيث سجلت زيادة بنسبة 0.4% لتصل إلى 3232 دولارًا للأوقية، مقارنة بافتتاح التداول عند مستوى 3212 دولارًا. يأتي هذا بعد انخفاض طفيف يوم أمس بنحو 0.8% بعد تسجيل مستوى قياسي بلغ 3245 دولارًا. ارتفاع أسعار الذهب حاليًا مدعوم بحالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات الجمركية الأمريكية وما يمكن أن تضيفه على الحرب التجارية القائمة.

على الرغم من ذلك، فإن إعفاء بعض واردات الإلكترونيات من الرسوم المرتفعة مفاجأة مؤقتة للأسواق، إذ أعادت نوعًا من التفاؤل المرتبط بمستقبل التوافق التجاري بين الولايات المتحدة والصين. لكن تهديد الرئيس الأمريكي بفرض رسوم إضافية على أشباه الموصلات يعيد المخاوف للمشهد.

عوامل تدعم استمرار ارتفاع الذهب

هناك عدة عوامل تدعم أسعار الذهب عالميًا، من بينها انخفاض قيمة الدولار الأمريكي وضعف عوائد سندات الخزانة الأمريكية. هذا الوضع يعزز إقبال المستثمرين على شراء الذهب كبديل أكثر استقرارًا. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد استثمارات صناديق الذهب المتداولة عالميًا، حيث شهدت تدفقات مالية مرتفعة، خصوصًا في الأسواق الصينية.

كذلك، استمرت الصين في إضافة الذهب إلى احتياطياتها الرسمية للشهر الخامس على التوالي، مما يعزز إشارة صعودية قوية للذهب. هذه البيانات تدل على استمرار الطلب الدولي على المعدن الأصفر كجزء من استراتيجيات التنويع الاقتصادي.

أسعار الذهب محليًا

محليًا، افتتح الذهب عيار 21 تداولاته عند 4625 جنيهًا للجرام وارتفع بشكل طفيف ليصل إلى 4630 جنيهًا. ورغم هذا الارتفاع، ما زال يتأثر بالتراجع التدريجي في سعر الدولار مقابل الجنيه. ساهم هذا التراجع في تخفيف الضغوط التضخمية على الأسواق، لكنه قد يحد من مكاسب الذهب محليًا على المدى القصير.

تراجع سعر الذهب المحلي كان متوقعًا بعد تسجيل مستويات قياسية بداية هذا الأسبوع حيث وصل إلى 4710 جنيهًا. يأتي ذلك مع ترجيح استمرار التذبذب استجابة للتحركات العالمية والتغيرات في سعر الصرف محليًا.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

من المرجح أن يواصل الذهب اتجاهاً صعوديًا على المدى الطويل مدفوعًا بالطلب على الأصول الآمنة. ورغم ذلك، فإن حركة التصحيح والتراجع المؤقت قد تصبح ملازمة للسوق بسبب انتظار البيانات الاقتصادية الجديدة والتطورات المتعلقة بالتوترات التجارية. محليًا، قد تعود أسعار الذهب للتحسن حال ظهرت مؤشرات إيجابية تدعم استقرار سعر الجنيه أمام الدولار، مع احتمالات لاتجاه الذهب إلى مستويات قياسية جديدة إذا ظلت البيئة الاقتصادية العالمية غير مستقرة.

اختتم المستثمرون تداولاتهم اليوم بنظرة تفاؤلية حذرة في ظل الأوضاع العالمية المضطربة، مع التأكيد على أن الذهب سيظل عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات التحوط ضد المخاطر المحتملة.

close