عبر الوريد: أوروبا تمنح الضوء الأخضر لدواء جديد لعلاج الزهايمر

وافقت المفوضية الأوروبية على استخدام عقار “ليكانيماب” في علاج المراحل المبكرة لمرض الزهايمر، ليصبح الأول من نوعه في الاتحاد الأوروبي. يأتي هذا التطور بعد توصية وكالة الأدوية الأوروبية، مع تأكيد الخبراء أن نطاق المستفيدين منه محدود. ووفقًا لموقع “مايو كلينك”، يعمل العقار على تقليل تراكم بروتينات بيتا أميلويد المسؤولة عن تفاقم المرض، ما يساهم في إبطاء تدهور الذاكرة والتفكير بشكل طفيف.

كيف يعمل عقار “ليكانيماب”؟

يستهدف “ليكانيماب” تقليل تراكم بروتينات الأميلويد بيتا في الدماغ، والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية للتدهور الإدراكي لدى مرضى الزهايمر. من خلال هذه العملية، يساعد العقار في تحسين بعض وظائف الدماغ، مما يتيح للمرضى المحافظة على قدر من ذاكرتهم وقدرتهم على التفكير لفترة أطول.

نتائج التجارب السريرية على العقار

أظهرت التجارب السريرية أن استخدام “ليكانيماب” لمدة تزيد عن 18 شهرًا أبطأ من معدل التدهور الإدراكي لمرضى الزهايمر. ورغم أن التأثير كان طفيفًا، إلا أنه يمثل تقدمًا كبيرًا في مجال العلاج. تمت الموافقة على الدواء من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في عام 2023، مع تقديمه تحت اسم “ليكيمبي” بتقنية التسريب عبر الوريد.

الآثار الجانبية المحتملة للعلاج

رغم الفوائد التي يقدمها “ليكانيماب”، فقد يظهر على المرضى بعض الآثار الجانبية مثل الحمى، الغثيان، أعراض شبيهة بالإنفلونزا، والدوخة. لذلك، يُشرف فريق طبي متخصص على المرضى لمتابعة أي مضاعفات قد تنشأ أثناء العلاج. يُعتبر هذا الإشراف حيويًا لضمان سلامتهم.

تحديات أمام علاج الزهايمر

رغم الإنجازات الحديثة، يبقى مرض الزهايمر أحد أكثر التحديات الطبية تعقيدًا. لم يتمكن العلماء من تحديد السبب الدقيق للمرض حتى الآن، مما يعوق تطوير علاجات حاسمة. ومع ذلك، تُقدم خطوات مثل الموافقة على “ليكانيماب” بصيص أمل، خاصة وأن ملايين المرضى حول العالم يعانون من تأثيراته الحادة.

نظرة مستقبلية

يمثل “ليكانيماب” خطوة هامة في رحلة البحث عن علاج فعال لمرض الزهايمر. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً، إلا أن التركيز على الأبحاث المتعمقة والتقنيات الحديثة قد يحمل الأمل لتحقيق اختراقات جديدة في المستقبل.

close