وفاة 3 طلاب في انهيار سور مدرسة تثير إضرابًا وغضبًا في تونس

شهدت تونس حدثًا مأساويًا أثار موجة من الغضب الشعبي عندما انهار سور مدرسة ثانوية في ولاية سيدي بوزيد، مما أدى إلى وفاة ثلاثة طلاب وإصابة اثنين آخرين كانوا يستعدون لاختبارات الثانوية العامة. الحادث المؤلم أثار احتجاجات واسعة، حيث اتجهت الأنظار إلى حالة البنية التحتية المتدهورة للمدارس وغياب الإصلاحات الضرورية، وهو ما دعا النقابات إلى تنفيذ إضراب عام شمل كافة المؤسسات التعليمية.

احتجاجات واسعة على تدهور البنية التحتية

بعد وقوع الحادث، لم يقتصر الغضب على أهالي المنطقة فقط، بل امتد ليشمل جميع شرائح المجتمع. وأغلقت المحلات التجارية أبوابها تضامنًا مع الدعوة للإضراب. وخرج المئات إلى الشوارع في مظاهرات غاضبة، حيث أُغلقت الطرق الرئيسية وأُضرمت النيران في إطارات المطاط. وأظهر هذا الحراك الشعبي استياءً كبيرًا من غياب الإصلاحات رغم زيارات المسؤولين السابقين للمنطقة.

دعوة للإضراب وتحميل السلطات المسؤولية

أعلنت “الجامعة العامة للتعليم الثانوي” عن تعليق الدروس في كل المؤسسات التعليمية، محملة السلطات مسؤولية تكرار هذه الحوادث بسبب الإهمال وعدم العناية بالبنية التحتية للمدارس العمومية. البيان الصادر عن النقابة أبرز معاناة المدارس الداخلية من نقص الترميم، معتبرًا أن ما حدث نتيجة لتجاهل مستمر للاحتياجات الأساسية لهذه المرافق التعليمية.

ردود فعل رسمية على الحادث

على المستوى الحكومي، أصدر الرئيس قيس سعيد تعليماته بمحاسبة جميع المسؤولين الذين ثبت تقصيرهم في أداء مهامهم المتعلقة بمتابعة حالة المدارس وصيانتها. هذه الحادثة أعادت الضوء إلى الأوضاع الصعبة التي تعاني منها المؤسسات التعليمية في المناطق الداخلية، حيث تفتقر العديد منها إلى التمويل اللازم لإصلاح البنية التحتية وتحسين ظروف التعليم أمام الطلاب.

أزمة مستمرة وغياب التمويل

السلطات نفسها لم تخف اعترافها بالصعوبات المالية التي تواجهها، وتأثيراتها المباشرة على قدرة الدولة على توفير الترميمات الضرورية للمدارس. هذه الأزمة المزمنة تعكس تحديًا هيكليًا وماليًا في تونس، حيث تبقى المدارس في الجهات الداخلية الأكثر تأثرًا بنقص الموارد والدعم اللوجستي.

يظهر الحادث المأساوي في سيدي بوزيد مدى الحاجة الماسة إلى تطوير البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، وضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لضمان سلامة الطلاب. مطالب المجتمع بإصلاحات جدية لم تعد مجرد نداءات، بل هي حاجة ملحة لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.

close