في تحذير أثار اهتمامًا واسعًا، أوضح الدكتور سوراب سيثي، أستاذ أمراض الجهاز الهضمي بجامعة هارفارد، مدى خطورة التمرير المفرط والمستمر على الشاشات الذكية، فيما يُعرف بـ”الدووم سكرولينج”. هذا السلوك الذي أصبح عادة يومية لدى الملايين، قد يسبب تدهورًا كبيرًا في الصحة العقلية والوظائف الإدراكية، نتيجة الإفراط في تحفيز الدماغ باندفاع الدوبامين.
تأثير التمرير المفرط على الدماغ والصحة العقلية
استخدام الهواتف الذكية بشكل مفرط يؤدي إلى تغييرات خطيرة في كيمياء الدماغ. أوضح الدكتور سيثي أن التمرير المستمر يغمر الدماغ بجرعات متكررة من الدوبامين، مما يؤدي إلى تقليل القدرة على التركيز في الأنشطة التي تتطلب جهدًا ذهنيًا مثل القراءة وحل المشكلات. هذا الإفراط في تحفيز الدوبامين يجعل الدماغ يعتاد على المكافآت الفورية، مسببًا إرهاقًا ذهنيًا وتوترًا مستمرًا.
دور التكنولوجيا في تعطيل وظائف الدماغ
العديد من الدراسات الحديثة أكدت التأثير المدمر للاستخدام المتواصل للشاشات، خاصة قرب أوقات النوم. دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا أشارت إلى أن الإفراط في التحديق بالشاشات يغير بنية الدماغ بطريقة مشابهة لما يحدث في إدمان المواد الكيميائية كالكوكايين. علاوة على ذلك، يؤدي استهلاك التكنولوجيا إلى تعطيل إيقاع الساعة البيولوجية، ما يضعف جودة النوم بشكل كبير.
إحصائيات مقلقة حول الهواتف الذكية
بحسب دراسة أجرتها كلية هارفارد للأعمال، يتحقق 70% من المديرين من هواتفهم في غضون ساعة من الاستيقاظ، بينما يقوم 56% بهذا الفعل قبل النوم. كما أن 44% من المشاركين عبّروا عن قلقهم إذا ابتعدوا عن أجهزتهم لمدة أسبوع، ما يكشف حجم الاعتماد النفسي على التكنولوجيا.