عودة المستثمرين الأجانب لشراء أدوات الدين تتسبب في تراجع الدولار

شهد الاقتصاد المصري مؤخراً تأثيرات ملموسة ناجمة عن التغيرات الاقتصادية العالمية، لا سيما في ظل السياسات الحمائية والإجراءات الاقتصادية التي اتبعتها بعض الدول الكبرى. هذه التداعيات ألقت بظلالها على الاستثمار الأجنبي وسعر الصرف، حيث أدت إلى تقلبات ملحوظة نتيجة الخروج المؤقت لرأس المال الأجنبي من أدوات الدين المحلية، قبل أن تعود الأوضاع للتحسن بشكل تدريجي.

تأثير السياسات الاقتصادية العالمية على الأسواق المحلية

أوضح محمد الأتربي، رئيس اتحاد البنوك والرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري، أن القرارات الاقتصادية البارزة، مثل تلك التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أثرت على الاستثمارات العالمية. وأدت تلك السياسات إلى انسحاب جزء كبير من الاستثمارات الأجنبية من أدوات الدين المصرية، مما تسبب في ارتفاع مؤقت لسعر الصرف، قبل أن يشهد السوق تحسنًا ملحوظًا.

التأثيرات على البورصات العالمية وأسعار الصرف

وأشار الأتربي إلى أن العالم شهد اضطرابات اقتصادية واسعة نتيجة حرب تجارية شملت البورصات العالمية. على سبيل المثال، انخفضت البورصة الأمريكية بنسبة 25% بعد تخفيض فوري للضرائب، ثم شهدت ارتفاعًا بنسبة 90% عقب تمديد بعض الإجراءات لمدة 90 يومًا. هذا الارتباك له علاقة مباشرة بتقلبات الأسواق المالية عالميًا، مما انعكس بدوره على سعر الدولار أمام الجنيه.

واقع التمويل العقاري في مصر

لعب القطاع العقاري دورًا هامًا في الاقتصاد المصري، إلا أنه لا يزال بحاجة إلى دعم إضافي. وأوضح الأتربي أن التمويل العقاري يمثل نسبة ضئيلة جدًا من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، حيث تبلغ أقل من 1% فقط، مقارنة بالنسب العالمية التي تتراوح بين 30% و60%. إجمالي التمويلات المقدمة من البنوك والمؤسسات المالية في هذا المجال يبلغ نحو 80 مليار جنيه.

مبادرات لدعم التطوير العقاري ومحدودي الدخل

أكد الأتربي أن القطاع العقاري يوفر نحو 16.5% من الوظائف المتاحة في السوق المصري، مما يبرز أهميته الاقتصادية والاجتماعية. وضمن مبادرات البنك الأهلي لدعم محدودي الدخل، تم تمويل مشروعات بقيمة 19.1 مليار جنيه، بجانب 3.7 مليار جنيه لمتوسطي الدخل، الأمر الذي يعزز من قدرة الأفراد على امتلاك منازل تلبية لاحتياجاتهم المتزايدة.

نظرة مستقبلية للتطوير والاستثمارات

في ضوء التحسن التدريجي للأسواق المالية وسعر الصرف، يبقى القطاع العقاري جاذبًا للمستثمرين المحليين والدوليين. من الضروري تعزيز الجهود لدعم التمويل العقاري وزيادة نسبة المساهمة في الناتج المحلي، لتحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي المتوازن.

close