أسعار الذهب تتراجع بشكل مفاجئ وسط ترقب الأسواق الاقتصادية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملموسًا بداية تعاملات هذا الأسبوع، متأثرة بتخفيف حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان البيت الأبيض استثناء بعض الأجهزة الإلكترونية من الرسوم الجمركية. القرار عزز من استقرار معنويات الأسواق العالمية، مما دفع المستثمرين لجني الأرباح بعد سلسلة ارتفاعات قوية سجلها المعدن الأصفر خلال الأسابيع الماضية، وسط تقلبات اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.

تراجع أسعار الذهب ومستوياتها الحالية

انخفضت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو بنسبة 0.6%، مسجلة 3226.1 دولار للأوقية. كما هبط سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.85% بواقع 27.45 دولار ليستقر عند 3210.1 دولار. يُشار إلى أن المعدن الأصفر كان قد بلغ أعلى مستوياته التاريخية في وقت سابق اليوم عند 3245.42 دولار للأوقية. يأتي هذا التراجع بعد فترة من الارتفاعات المستمرة التي غذتها المخاوف الاقتصادية والسعي نحو الملاذات الآمنة.

تحركات في أسعار المعادن الأخرى

بينما شهد الذهب انخفاضًا، تحركت معادن أخرى في اتجاه معاكس. سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.8% لتصل إلى 32.165 دولار للأوقية، كما ارتفع البلاتين بنسبة 0.35% ليصل إلى 945 دولارًا. تشير هذه التحركات إلى تنوع معنويات المستثمرين مع تحسن بعض القطاعات السوقية.

أسباب التراجع ودور معنويات الأسواق

يرى المحلل الاقتصادي “زين فاودا” من شركة “ماركت بالس” التابعة لـ “أواندا”، أن عمليات جني الأرباح كانت السبب الرئيسي وراء تراجع الذهب. الإعلان عن استثناء الأجهزة الإلكترونية من الرسوم الجمركية ساهم في تقليل الضغوط على الأسواق، مما عزز من استقرار المشهد العام بالأسواق المالية بشكل مؤقت.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

على الجانب الآخر، رفعت مؤسسة “جولدمان ساكس” توقعاتها طويلة الأمد لأسعار الذهب. ويتوقع خبراؤها أن يصل سعر الذهب إلى 3700 دولار للأوقية بحلول عام 2025، مع إمكانية بلوغه 4000 دولار لاحقًا. هذه التوقعات تعكس المخاوف المستمرة من الركود الاقتصادي وزيادة الطلب على الأصول الآمنة خاصة من البنوك المركزية وصناديق الاستثمار.

عوامل رئيسية تؤثر على أسعار الذهب

يتأثر سعر الذهب بعدة عوامل، أبرزها السياسات النقدية، مواقف البنوك المركزية، أسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية. ومع استمرار أزمة الاقتصاد العالمي والمخاوف التجارية، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين. يُتوقع أن تستمر تدفقات الاستثمار نحو الذهب في مواجهة أي تقلبات اقتصادية جديدة.

في النهاية، على الرغم من الانخفاض الحالي، فإن الذهب لا يزال يلعب دورًا محوريًا كمخزن للقيمة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا في استراتيجيات الاستثمار العالمية.

close