عيد أحد الزعف يعتبر واحدًا من الأعياد الكبرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ويُعرف بدخوله في أجواء أسبوع الآلام. يتذكر الأقباط في هذا العيد استقبال السيد المسيح في أورشليم، حيث حمل هذا الموقف رمزية روحية وشعبية تعكس اتضاع المسيح ورسائله السامية للبشرية. لتفاصيل أكثر عن هذا العيد ومغزاه العميق، نستعرض معًا أهم جوانبه الروحية والتاريخية.
أحد الزعف ومعانيه الروحية العميقة
يوضح القمص يوساب عزت أن عيد أحد الزعف يُعتبر رمزًا للاستعداد القلبي لقبول المسيح. يُخلّد الأقباط فيه ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم استقبالًا يليق بالملوك، حين قام الناس بفرش سعف النخيل وأغصان الزيتون مرددين: “أوصنا في الأعالي”. هذا الحدث يحمل معانٍ غنية تُلهم المؤمنين إلى التوبة واستقبال المسيح بتواضع وصفاء قلب.
رمزية الجحش في دخول المسيح
ركوب السيد المسيح على جحش صغير كان رسالة واضحة عن التواضع والبساطة التي جاء بها. يوضح القمص يوساب أن اختيار الجحش بدلًا من حصان ملكي يرمز إلى أن المسيح مخلّص لجميع الناس وليس لأصحاب المناصب فقط. كما أن “حلّ” الجحش من رباطه يعكس رسالة المسيح في تحرير البشرية من قيود الشر والخطية.
رسالة المسيح للبسطاء
كان الاستقبال البسيط للمسيح في أورشليم إعلانًا عن ربط الخلاص بالبسطاء والمتواضعين. أكد القمص يوساب أن المسيح شرّف البسطاء برسالته، مؤسسًا علاقة روحية تتجاوز الألقاب والمراكز الاجتماعية، حيث تصل رسالته مباشرة إلى القلوب التي تبحث عن السلام والخلاص.