قداس أحد الشعانين في كاتدرائية الإسكندرية برئاسة البابا تواضروس وسط أجواء مهيبة وحشود غفيرة

في أجواء تحمل عبق الروحانية والتقاليد العريقة، ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس أحد الشعانين بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية. هذا الحدث المهيب جمع حشودًا كبيرة من المصلين الذين أتوا للاحتفال بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم ولبدء أسبوع الآلام، وهو إحدى أهم المناسبات المقدسة في التقويم الكنسي.

أجواء إيمانية ومشاركة واسعة

تميز قداس أحد الشعانين بمشاركة لافتة من قيادات الكنيسة، حيث تعاون مع البابا تواضروس الثاني عدد من الأساقفة مثل الأنبا بافلي والأنبا هرمينا والأنبا إيلاريون، إلى جانب الوكيل البابوي القمص إبرام إميل. امتلأت الكنيسة بالأجواء الروحانية، حيث امتزجت أصوات الصلوات مع رمزية المناسبة العظيمة، مما ترك أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين.

أحد الشعانين: يوم مميز يحمل أسمى الذكريات

يمثل أحد الشعانين بداية لأسبوع الآلام ويُحتفى فيه بذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم، عندما استقبله أهل المدينة بسعف النخيل وأغصان الزيتون. يُطلق على هذا اليوم في الكنيسة القبطية اسم “أحد السعف” أو “أحد الزيتونة”، ويعتبر يومًا للتأمل في القيم الروحية التي يجسدها المسيح كملك السلام والمحبة.

السعف.. دلالة رمزية عريقة

تعد سعف النخيل واحدة من أهم الرموز المرافقة لاحتفالات أحد الشعانين، إذ تُستخدم في تشكيل صلبان وأشكال رمزية يحرص الأقباط على حملها خلال الصلاة. كما تُزين الكنائس بالسعف والأزهار، في مشهد يعكس حيوية الطقوس الدينية وتراثها الذي تناقلته الأجيال للحفاظ على رمزية المناسبة وأهميتها الروحية.

التحضير لأسبوع مليء بالقداسة

بانتهاء قداس أحد الشعانين، تتجه الكنيسة القبطية لتحضير نفسها لأسبوع الآلام، الذي يتميز بصلوات مكثفة تُعرف بالبصخة المقدسة. يمثل هذا الأسبوع فرصة للتأمل في آلام المسيح وقيامته الوشيكة، حيث تكتسي الطقوس بأبعاد روحية خاصة، تنتهي مع احتفال عيد القيامة المجيد.

قداسة البابا تواضروس.. روح القيادة والإيمان

يظهر البابا تواضروس الثاني دائمًا كقائد روحي يضع أبناء الكنيسة في قلب اهتماماته. وترؤسه قداس أحد الشعانين في الإسكندرية، مقر الكرسي البابوي، يعكس عمق ارتباطه بالكنيسة وأتباعها. وجوده في هذا الحدث أضفى شعورًا بالطمأنينة والفرح، وجسّد رمزية القائد الروحي الذي يشارك شعبه في أقدس المناسبات.

ختام القداس وانطلاقة لأسبوع مميز

مع نهاية طقوس القداس، غادر المصلون الكنيسة حاملين سعف النخيل والبركات، ومهيئين أنفسهم لأسبوع الآلام الذي يُعتبر من أقدس الفترات في العام الكنسي. تستعد الكنائس في الأيام المقبلة لطقوس يومية تسلط الضوء على عمق أحداث آلام السيد المسيح، لتصل في النهاية إلى فرحة القيامة، التي تمثل أسمى معاني الإيمان والرجاء.

close