في فلسطين، لم يعد التعليم مجرد وسيلة لاكتساب المعرفة، بل صار رمزًا للصمود وميدانًا للمقاومة. من مدارس مدمرة في غزة، ومعلمين عالقين بين الحواجز، إلى طلابٍ يتعلمون في ظروف قاسية على نور الشموع، يواجه النظام التعليمي تحديات غير مسبوقة. لكن في مواجهة كل ذلك، أبدت وزارة التعليم الفلسطينية إصرارها على الاستمرار وإبداع حلول مبتكرة، لتكون قلاع التعليم حائط صدٍ في وجه الاحتلال.
التحديات التي تواجه التعليم في فلسطين
يقف التعليم الفلسطيني في مواجهة استهداف ممنهج؛ حيث قصف الاحتلال على قطاع غزة دمّر أكثر من 95% من المدارس و85% من الجامعات، محاولًا تجريد الطلاب من فرص التعلم. في القدس، يمنع تدريس المناهج الفلسطينية، بينما تصعّب أكثر من 1200 حاجز إسرائيلي حركة المعلمين والطلاب في الضفة الغربية. تواجه المدارس والمعلمين هذه التحديات بجهود جبارة لتحقيق رسالة التعليم رغم كل العقبات.
خسائر بشرية ومادية باهظة
أسفر العدوان عن خسائر غير مسبوقة، شملت استشهاد أكثر من 500 معلم وآلاف الطلاب. كما فقدت فلسطين نخبة علمية مهمة من الباحثين والخبراء. دمار المدارس والبنية التعليمية أدى إلى إبعاد أكثر من 800 ألف طالب عن حقهم الأساسي في التعلم. كل هذا ليس مجرد أرقام، بل هو جزء من ثمن الصمود الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
المدارس الافتراضية كوسيلة للاستمرار
رغم الحصار والتهجير، بادرت وزارة التعليم بإنشاء مدارس افتراضية لتقديم التعليم لـ 330 ألف طالب، أي 90% من طلاب غزة. تم تقسيم العام الدراسي إلى فصول مكثفة لتعويض الفاقد التعليمي. وبالرغم من تحديات انقطاع الكهرباء والإنترنت، استخدمت الوزارة منصات تعليمية متنوعة (أونلاين وأوفلاين) لضمان استمرارية الدروس، إلى جانب افتتاح مراكز تعليمية مساندة لدعم الطلاب.