صيدلي قبطي يُبهر المصريين بتركيب مكبرات مسجد فوق منزله لبث الأذان

في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تبقى الإنسانية جسراً يجمع بين البشر بمختلف انتماءاتهم. من قلب مصر، وتحديدًا مدينة الزقازيق، يبرز الدكتور مينا لطيف، شاب مسيحي يعكس في أفعاله روح التسامح والمحبة، عندما سمح بتثبيت مكبرات صوت مسجد مجاور على سطح منزله خلال شهر رمضان. هذه اللفتة الإنسانية، التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت مثالًا ملهمًا للوحدة الوطنية والقيم المشتركة بين المصريين.

قصة المبادرة الإنسانية

الدكتور مينا لطيف، صيدلي من الزقازيق، قرر دون تردد التعاون مع إدارة مسجد خاتم المرسلين لتعليق مكبرات الصوت الخاصة بصلاة التراويح على سطح منزله. هذه المبادرة، التي جاءت لتعزيز صوت التلاوة خلال ليالي رمضان، لاقت ترحيباً واسعاً. مينا أعرب في تصريحاته عن سعادته بتلقي رسائل المحبة من أشخاص لم يقابلهم من قبل، ما جعله يشعر بالفخر بهذا العمل.

روح الأسرة بين الجيران

يرى مينا أن علاقة الجيرة بينه وبين سكان الحي لا تقتصر على العلاقات الرسمية، بل تنبع من أواصر الأسرية والود المتبادل. يقول: “نحن جيران نعيش معًا كأننا عائلة واحدة، وطلب المسجد لم يكن غريباً علينا، بل هو انعكاس لروح التآخي التي نعيشها يومياً”. بالنسبة لمينا وأسرته، العمل الإنساني ليس استثناءً، بل امتداد لوطنية مترسخة.

شهر رمضان.. شهر التآلف

من وجهة نظر مينا، شهر رمضان يمثل فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية بين المصريين. سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، يشهد الشهر الكريم تقارباً عبر مشاركات متنوعة، تؤكد أن المحبة وأعمال الخير تجمع الجميع. يؤكد مينا أن المناسبات الدينية في مصر ليست حصرية لأي طرف، بل علامات على وحدة ثقافية وإنسانية فريدة.

ردود فعل إيجابية

حاز عمل مينا على إشادات واسعة من الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. إدارة مسجد خاتم المرسلين بدورها أصدرت بياناً رسمياً تشكر فيه مينا وأسرته على تعاونهم، معتبرة أن ما قدموه يجسد القيم الوطنية الحقيقية التي تربط المصريين بعضهم ببعض.

رسالة أمل وتعايش

المبادرة التي قادها الدكتور مينا تحمل رسالة للعالم بأسره: أن مصر كانت وما زالت نموذجاً للتعايش السلمي والتنوع الثقافي. مينا لطيف لم يقدم موقفاً عابراً، بل أظهر درساً عملياً في قبول الآخر والاحتفاء بالاختلاف كرافد قيمي يعزز الصلات بين البشر.

close