الرعاية وحدها ليست كافية لبناء أجيال قوية ومتوازنة عاطفيًا ونفسيًا. أكدت الدكتورة ياسمين الجندي، استشارية التربية والعلاقات الأسرية، أن كلًا من الأب والأم يجب أن يلعب دورًا فعّالًا في تربية الأبناء، مع التركيز على أهمية الوقت والتواصل المباشر. التربية ليست مجرد توفير الاحتياجات الأساسية، لكنها تتطلب جهدًا مستمرًا لبناء شخصيات متماسكة.
التربية ليست مجرد رعاية
أوضحت الدكتورة الجندي أن توفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام، التعليم، والأنشطة الترفيهية، هو جزء مهم مما يحتاجه الطفل، لكنه ليس كافيًا لتنشئته بصورة سليمة. التربية الحقيقية تتطلب مشاركة عاطفية وفكرية من الوالدين. تقديم المال وحده لن يخلق أطفالًا متوازنين، بل إن وجود الأب بفاعلية داخل حياة الطفل يحدث فرقًا كبيرًا.
دور الأب في التربية لا يمكن تجاهله
كثير من الآباء يعتبرون مسؤوليتهم محصورة في تأمين احتياجات الأسرة المادية، متجاهلين جوانب أخرى للتربية مثل الدعم النفسي والعاطفي. وأكدت الدكتورة الجندي أن “المراقبة من بعيد” ليست كافية للتأثير في سلوكيات الأطفال. قضاء وقت نوعي مع الأبناء والتفاعل معهم بشكل يومي، حتى وإن كان الأب بعيدًا بسبب ظروف العمل، يعزز من العلاقة الأسرية.
مشاركة المسؤوليات داخل الأسرة
اتفقت الجندي على أن جعل التربية مسؤولية الأم وحدها يرهقها ويضعف من تماسك الأسرة. الأسرة بحاجة إلى توازن في الأدوار بين الوالدين. وعندما يرى الأطفال تعاونًا واضحًا بين الأب والأم، فإنهم يتعلمون قيمًا أساسية كالمسؤولية والمشاركة.