عدن، التي كانت يومًا ما مركزًا للعلم والثقافة، تواجه اليوم تحديات هائلة في قطاع التعليم. المدينة التي عُرفت بمحو الأمية وانتشار المدارس، أصبحت تعاني من تدهور غير مسبوق. المعلمون يكافحون من أجل حقوقهم الأساسية، بينما تُغلق المدارس أبوابها. هذا الواقع يهدد الجيل القادم بفقدان أدوات التعلم الأساسية، مع مستقبل يبدو أكثر قتامة من أي وقت مضى.
أسباب تعطل العملية التعليمية في عدن
الإضرابات الطويلة التي نفذها المعلمون احتجاجًا على تدني الأجور وسوء الظروف المعيشية لعبت دورًا رئيسيًا في تعطيل التعليم. ومع غياب التحرك الجاد من الحكومة لمعالجة هذه المشكلات، تصاعدت الأزمة حتى أصبحت المدارس فارغة من الطلاب والمعلمين على حد سواء. يجب أن نقرّ بأن التعليم يحتاج إلى استقرار ودعم مستمر ليتمكن من أداء دوره.
تأثير الأزمة على الطلاب والمستقبل
الطلاب في عدن اليوم يواجهون أزمة تتعدى حدود النظام التعليمي. الامتحانات التي تحولت إلى روتين شكلي لا تقيس قدراتهم الحقيقية، جعلت من الشهادات مجرد أوراق بلا قيمة عملية. الطلاب يفتقدون المهارات اللازمة لمواكبة متطلبات سوق العمل أو حتى للحياة اليومية. إذا استمر الوضع على حاله، فإننا إزاء خطر حقيقي يتمثل في إنتاج جيل غير مؤهل.
دور الحكومة والمسؤولية المفقودة
الدور الحكومي في هذه الأزمة ظل شبه معدوم. جميع النداءات والمطالبات بإصلاح التعليم وتحسين أوضاع المعلمين لم تُثمر عن أي نتائج تُذكر. لا خطط واضحة لإعادة العملية التعليمية إلى مسارها السليم، ولا حتى تصريحات رسمية تبعث على الأمل. غياب المسؤولية هذا يزيد من الإحباط في المجتمع، ما يعمّق الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.