أسعار الذهب تسجل مستوى قياسيًا جديدًا مع استمرار مكاسبها المذهلة

سجلت أسعار الذهب اليوم قفزات غير مسبوقة، حيث كسرت حاجز 3200 دولار للأوقية، لتعبر عن تزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل التوترات التجارية العالمية. هذه الزيادة جاءت مدفوعة بتراجع الدولار ومخاوف تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما دفع المستثمرين للبحث عن خيارات استثمارية مستقرة تحمي أصولهم من التقلبات.

أرقام قياسية جديدة لأسعار الذهب

شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم يونيو ارتفاعاً بنسبة 1.85% لتصل إلى 3236.1 دولار للأوقية، بعد أن سجلت مستوى تاريخياً عند 3246.8 دولار. أما الذهب الفوري، فقد ارتفع بنسبة 1.35% ليبلغ 3216.85 دولار. هذه القفزات السعرية لم تقتصر فقط على الذهب، بل شملت أيضاً المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين.

أداء الفضة والبلاتين في الأسواق

ارتفعت العقود الآجلة للفضة تسليم مايو بنسبة 1.7% لتسجل 31.28 دولار للأوقية، في حين سجل البلاتين الفوري زيادة طفيفة بنسبة 0.15% ليصل إلى 938.47 دولار للأوقية. هذه الارتفاعات تعكس تنامي القلق العالمي بشأن الاستقرار الاقتصادي، مما يدفع المستثمرين نحو الأصول الثابتة ذات القيمة مثل الذهب والفضة.

تراجع الدولار يدعم أسعار الذهب

من العوامل الأساسية التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب هو انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 1.4% إلى 99 نقطة. انخفاض قيمة الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين العالميين، حيث يصبح أقل تكلفة عند الشراء بعملات أخرى. لذلك، يشهد الطلب على المعدن الأصفر زيادة واضحة في الأوقات التي تعاني فيها العملة الأمريكية من ضعف.

تأثير التوترات التجارية على أسواق المعادن

التصعيد المستمر في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق. على الجانب الصيني، أعلنت بكين رفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية إلى 125%، بينما أشار مسؤول أمريكي إلى أن إجمالي الرسوم على الواردات الصينية وصل إلى 145%. هذه التوترات عززت الإقبال على الذهب كملاذ آمن لحماية الاستثمارات من الاضطرابات.

لماذا يلجأ المستثمرون إلى الذهب؟

الذهب يعتبر من الأصول الرئيسية التي تلجأ إليها الأسواق أثناء الأزمات. يعود ذلك إلى طبيعة المعدن كحفظ للقيمة، خاصةً في أوقات تقلب العملات أو اضطراب التجارة الدولية. كما أن انخفاض الدولار يزيد من جاذبية الذهب عالميًا، مما يرفع الطلب عليه ويؤدي إلى زيادات في سعره.

ختاماً، يبدو أن الظروف الاقتصادية الحالية تلقي بظلالها على أسواق المعادن، حيث يبقى الذهب الخيار الأول للاستثمار في ظل المخاوف المستمرة بشأن الاستقرار العالمي.

close