أسعار النفط تتراجع مجددًا بسبب تغيرات السياسة التجارية الأمريكية.

حافظت أسعار النفط على تقلباتها مع استمرار المستثمرين في تحليل آخر التطورات في السياسة التجارية الأمريكية. رغم انتعاش مؤقت للأسعار يوم الأربعاء، عادت العقود الآجلة للتراجع بشكل ملحوظ. هبط خام “غرب تكساس الوسيط” بنسبة 3.7٪ مغلقاً قرب 60 دولاراً للبرميل، فيما أغلق خام “برنت” عند نحو 63 دولاراً. يأتي ذلك وسط مخاوف من تأثيرات اقتصادية أوسع جراء تغييرات الرسوم الجمركية.

تأثير البيانات الاقتصادية على أسعار الأسهم

شهدت أسواق الأسهم تراجعاً يوم الخميس، متأثرة بعدم نجاح بيانات التضخم الأمريكي، التي أظهرت تراجعاً، في تهدئة مخاوف المستثمرين من ركود اقتصادي محتمل. تسعى الإدارة الأمريكية، بقيادة ترامب، لخفض التضخم من خلال قرارات تهدف إلى تقليل تكاليف الطاقة. وحسب الخبراء، فإن تراجع التضخم قد يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة لخفض أسعار الفائدة، مما يدعم الاقتصاد بتمويل ديون الحكومة بأسعار أكثر تنافسية.

زيادة الضغوط على سوق النفط

واصلت أسعار النفط انخفاضها مقارنة ببداية الشهر، مدفوعة بتصعيد التوترات التجارية التي أثارت القلق بشأن تباطؤ الطلب على الطاقة. في الوقت ذاته، تلتزم دول تحالف “أوبك+” بمواصلة خطتها لتخفيف قيود الإنتاج، ما يعزز القلق بزيادة فائض المعروض النفطي. على جانب آخر، تواجه كازاخستان مفاوضات جديدة بشأن الالتزام بحصص الإنتاج، في إطار جهود تحقيق التوازن في السوق.

الصين وعلامات التباطؤ الاقتصادي

تعكس البيانات الاقتصادية الأخيرة في الصين تحديات اقتصادية متزايدة. إذ استمر انكماش أسعار المستهلكين والمنتجين لعدة أشهر، مما يشير إلى تباطؤ اقتصادي عميق. وتعتبر الصين من أبرز مستوردي النفط عالمياً، وقد يؤدي تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تقليص استهلاكها من الوقود. عوامل أخرى مثل انتشار السيارات الكهربائية وأزمة العقارات لها دور رئيسي في انخفاض استهلاك مشتقات النفط.

تحولات مستقبلية محتملة في السوق

خفضت الولايات المتحدة توقعاتها للإنتاج المحلي ونمو الطلب العالمي على النفط، ما يعكس عدم اليقين الذي يخيم على السوق. ومع تداول العقود الآجلة للنفط بتسعير سلبي “كونتانجو”، يتسم المستقبل بالغموض. استمرار تلك التحديات قد يدفع المنتجين لإعادة تقييم خطط الإنتاج والبحث عن استراتيجيات جديدة لتحقيق الاستقرار في السوق.

close