موظفون دون عمل: جوجل تستمر بدفع الرواتب لموظفين بلا مهام واضحة

ثار تقرير جديد اهتمامًا واسعًا بالكشف عن أن شركة جوجل تدفع رواتب لبعض موظفيها في مجال الذكاء الاصطناعي دون أن يكلفوا فعليًا بأي أعمال. الهدف من هذا الإجراء هو حماية الكفاءات المهمة من الانضمام إلى شركات منافسة مثل OpenAI ومايكروسوفت، مما يعكس التنافس الشديد في قطاع التكنولوجيا والابتكار.

استراتيجية غير تقليدية للاحتفاظ بالكفاءات

أشارت مصادر موقع “بيزنس إنسايدر” إلى أن جوجل وشركتها المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، ديب مايند، لجأتا إلى نظام عقود يقيّد انتقال الموظفين إلى جهات أخرى. هذه العقود تعتمد على دفع رواتب دون تكليفهم بمهام فعلية؛ وهو أمر غير معتاد يُظهر مدى التزام الشركات الكبرى بحماية المواهب الاستثنائية.

قيود قانونية وشكاوى موظفين

يلتزم موظفو ديب مايند في المملكة المتحدة بعقود “عدم منافسة” صارمة، تمنعهم من الانضمام إلى منافسين مباشرين. ورغم أن هذه الممارسات تم حظرها في الولايات المتحدة بقرارات من لجنة التجارة الفيدرالية، إلا أنها لا تزال سارية في المملكة المتحدة. وقد زادت شكاوى الموظفين، حيث تحدث المسؤولون في شركات أخرى عن محاولات موظفي ديب مايند التحرر من تلك القيود التي تعيق مستقبلهم.

التحديات الأخلاقية والمهنية في سوق العمل

تبرز هذه الاستراتيجية أسئلة عدة حول أخلاقيات التوظيف وبيئة العمل في قطاع الذكاء الاصطناعي. فالتنافس الكبير بين الشركات يجعلها تتخذ تدابير صارمة وغير مألوفة لضمان التفوق. ومع ذلك، قد تؤدي مثل هذه الخطوات إلى الإضرار برضا الموظفين وإبطاء تطورهم المهني.

انعكاسات على صناعة الذكاء الاصطناعي

يرى مراقبون أن تضخم المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي قد يدفعها إلى اتخاذ خطوات أكثر تطرفًا للحفاظ على المواهب. ومن هذه الخطوات، زيادة الرواتب، وتقديم امتيازات بشكل غير مسبوق، مع تكثيف القيود القانونية. لكن في الوقت ذاته، يدعو البعض إلى البحث عن حلول تعزز من استدامة بيئة العمل وتشجع الابتكار.

بالطبع، يظل السؤال مفتوحًا حول تأثير هذه السياسات طويلة الأجل على صناعة الذكاء الاصطناعي. بينما لم تعلق جوجل رسميًا على التقرير، يبقى من الواضح أن السباق نحو تطوير أفضل التقنيات يضع ضغطًا هائلًا على الشركات، ويدفعها إلى حماية مواردها البشرية بأي ثمن.

close