أسعار النفط تتراجع لأدنى مستوى منذ 4 سنوات بسبب تصاعد الحرب التجارية

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملموسًا بنسبة 2%، لتصل إلى أدنى مستوياتها خلال أربع سنوات، نتيجة تفاقم المخاوف بشأن الركود الاقتصادي وتزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا الانخفاض يعكس الوضع العالمي المحفوف بالتحديات في أسواق الطاقة، حيث تتأثر الأسعار بتصاعد النزاعات التجارية والضغوط الاقتصادية، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الطلب على النفط عالميًا.

التراجع الحاد في أسعار الخام

سجل خام برنت انخفاضًا بنحو 2.16% ليستقر عند 62.82 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 1.85% لتغلق عند 59.58 دولارًا. يأتي هذا التراجع وسط قلق الأسواق من تأثير الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين، والتي قد تدخل حيز التنفيذ قريبًا، ما يعمق المخاوف بشأن انكماش الطلب العالمي على الطاقة.

تصاعد الصراع التجاري بين أمريكا والصين

مع تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جديدة على الواردات الصينية، تتبنى الصين موقفًا معارضًا صارمًا، حيث وصفت التحركات الأمريكية بـ”الابتزاز”. وقد وصّل النزاع التجاري حد التصعيد مع تعهد الصين باتخاذ إجراءات ضد الرسوم الأمريكية، مما زاد من حالة عدم الاستقرار التي تؤثر مباشرة على أسواق السلع العالمية.

آراء الخبراء وتحذيرات من الركود

يؤكد خبراء أن احتمالية الركود العالمي أصبحت واقعًا ملموسًا إذا استمرت التوترات التجارية الحالية. وأشار أليكس هودز من شركة Stone X إلى أن مثل هذه الظروف تضغط على الطلب العالمي للطاقة. كما أشار خبراء آخرون إلى أن التوترات قد تُعيد ذكريات اضطرابات سوق النفط في 2014، ما يضع صناعة الطاقة في وضع صعب.

توقعات الأسعار المستقبلية

وفقًا لتقديرات بنك Goldman Sachs، من المتوقع استقرار خام برنت عند 62 دولارًا والخام الأمريكي عند 58 دولارًا بحلول نهاية 2025، مع احتمال استمرار التراجع في الأعوام القادمة. من جانب آخر، يعتقد مراقبون أن الإدارة الأمريكية تسعى لخفض إضافي في الأسعار لتحقيق أهدافها الاقتصادية، وهو ما قد يؤدي إلى اضطرابات إضافية في القطاع النفطي.

ختامًا

يتضح من المعطيات الحالية أن سوق النفط يشهد مرحلة دقيقة تتأثر بشدة بالتوترات التجارية والضبابية الاقتصادية. وبينما يعمل اللاعبون الرئيسيون على اتخاذ قرارات يمكن أن تغير الاتجاه، يبقى المستقبل مرهونًا بمدى قدرة الاقتصادات العالمية على تجاوز هذه التحديات دون تعريض السوق للمزيد من الاضطرابات.

close