أسعار النفط تسجل أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات مع استمرار الخسائر الثلاثاء

تراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثار مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وانخفاض الطلب على الطاقة. يأتي هذا الانخفاض في ظل ضغط اقتصادي هائل ناتج عن النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين عالميين، حيث تداخلت تداعيات هذا النزاع مع التقلبات الحادة في أسواق المال والطاقة.

هبوط ملحوظ في أسعار النفط

شهدت أسعار النفط يوم الثلاثاء انخفاضًا بأكثر من دولار لكل برميل، متأثرة بالمخاوف المتزايدة بشأن الركود الاقتصادي. انخفضت العقود الآجلة لخام برنت إلى 62.74 دولار للبرميل بتراجع قدره 1.47 دولار، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ليصل سعر البرميل إلى 59.44 دولار، بخسارة قدرها 1.26 دولار خلال اليوم ذاته.

التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة

تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين بعد إعلان الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 104% على السلع الصينية، في خطوة زادت من الاحتكاك التجاري بين البلدين. جاءت هذه الرسوم نتيجة لعدم تراجع الصين عن سياسات الرسوم الانتقامية على السلع الأمريكية. من جانبها، تعهدت بكين بمواصلة المواجهة، مما أدى إلى تأجيج المخاوف بشأن حالة الاقتصاد العالمي.

آثار الحرب التجارية على الطلب على الطاقة

تتواصل التحذيرات الاقتصادية المرتبطة بالحرب التجارية، حيث أكد خبراء السوق أن النزاع الحالي يُضعف الطلب على الطاقة. وفقًا لما ذكره أليكس هودز من شركة “ستون إكس”، فإن السيناريو الحالي يعزز المخاوف بشأن ركود عالمي يلوح في الأفق، مع تداعيات واضحة على أسواق النفط وتقلص الطلب.

توقعات مستقبلية لأسعار النفط

توقعت مؤسسة “جولدمان ساكس” أسعارًا مستقبليّة لانخفاض خام برنت وغرب تكساس الوسيط إلى 62 دولارًا و58 دولارًا على التوالي بحلول 2025. وتستهدف الإدارة الأمريكية تقليل أسعار النفط إلى 50 دولارًا للبرميل من خلال تعمد سياسة رسوم تجارية مشددة، حتى لو استدعى الأمر اضطرابات جديدة تشابه تلك التي شهدتها الأسواق في عام 2014.

تداعيات انخفاض أسعار النفط

تشير المحللة ناتاشا كانيفا إلى أن انخفاض أسعار النفط قد يكون على حساب استقرار القطاع، مع استعداد الإدارة الأمريكية لدعم استراتيجيات قد تؤدي إلى تقلبات شديدة في السوق. يشمل ذلك تحفيز الإنتاج الأمريكي للسيطرة على الأسعار وتقليل الاعتماد على الخارج.

تظل التوقعات غامضة في ظل استمرار النزاع التجاري والضغوط الاقتصادية العالمية. لكن المؤكد أن هذه التطورات ستشكل تحديًا كبيرًا لأسواق الطاقة في المستقبل القريب.

close