أسعار النفط: هل يشهد السوق انهيارًا وصولًا إلى 40 دولارًا؟

انخفاض أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربع سنوات أثار العديد من التكهنات بشأن مستقبل السوق العالمية. وفقًا لتوقعات مصرف “غولدمان ساكس”، قد تنخفض الأسعار بشكل كبير بحلول عامي 2025 و2026 تحت تأثير عدة سيناريوهات اقتصادية. تزايد المخاطر، مثل ارتفاع العرض من قبل تحالف أوبك+ والركود الأميركي، تضع ضغوطًا إضافية على سوق النفط، مما قد يؤدي إلى تقلبات غير مسبوقة في الأسعار.

توقعات مستقبلية لأسعار النفط العالمية

“غولدمان ساكس” قدم توقعات مفصلة لأسعار النفط في المستقبل القريب، حيث رجّح وصول خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى 62 دولارًا و58 دولارًا للبرميل بحلول نهاية عام 2025. في ذات الوقت، توقع انخفاضًا إضافيًا إلى 55 دولارًا و51 دولارًا مع بداية 2026، استنادًا إلى احتمالين رئيسيين: بقاء الاقتصاد الأميركي قويًا نسبيًا مع تخفيض الرسوم الجمركية وارتفاع الإنتاج من قِبل أوبك+. ومع ذلك، توقع سيناريو متشائم يتسم بركود عالمي وانخفاض إضافي في الأسعار.

سيناريوهات سلبية وتأثيراتها المحتملة

في ظل ظروف أكثر تطرفًا تتضمن تباطؤًا اقتصاديًا عالميًا وإلغاء تخفيضات الإنتاج من قبل أوبك+، قد ينخفض خام برنت إلى ما دون 40 دولارًا للبرميل بحلول نهاية 2026. ومع ذلك، أشار التقرير إلى أن العوامل الجيوسياسية والاقتصادية مثل الحروب التجارية قد تدعم تغيّرًا ملحوظًا في اتجاه الأسعار. ممارسات الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية أثارت مخاوف اقتصادية قد تسهم في ركود عالمي، مما يعزز من توقعات تقلب الأسعار.

رؤية تحليلية: هل الانخفاض الحاد محتمل؟

يرى خبراء، من بينهم الدكتور أنس الحجي، أن فكرة انخفاض النفط إلى 40 دولارًا تبدو بعيدة التحقق. النمو المحدود لإنتاج النفط الأميركي والتوترات المرتبطة بصادرات فنزويلا وقازاخستان، إلى جانب استراتيجيات أوبك+، تُشير إلى أن أية انخفاضات ستكون مؤقتة ومحدودة. أيضًا، تواجه الشركات تحديات التضخم بشكل متوازن عبر استراتيجيات التحوط التي تقلّل من تأثير الانخفاضات الكبيرة في السوق.

انتعاش أسعار النفط بعد موجة هبوط

على الرغم من الأداء السلبي خلال الأسبوع الماضي، شهدت الأسعار تعافيًا طفيفًا تجاوز 1% مع بداية الأسبوع الجديد. تجاوز خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط حاجز 64 دولارًا و61 دولارًا للبرميل على التوالي، ما يعكس مرونة الأسواق رغم المخاوف المستمرة من ركود عالمي. هذا التعافي اللافت يقدم بصيص أمل لمستثمري النفط العالميين.

إن تقلب أسعار النفط يظل تحت رحمة عوامل متعددة، من اقتصادية إلى سياسية. هذه التطورات تلقي الضوء على تحديات جمة تواجه الأسواق، مما يتطلب استراتيجيات متقدمة لضمان الاستقرار المالي والاقتصادي العالمي.

close