يشهد سوق الذهب العالمي في الآونة الأخيرة تغييرات دراماتيكية جعلته محور اهتمام المستثمرين وخبراء المال على حد سواء. مع التقلبات الاقتصادية الحادة عالميًا، أصبح الذهب الخيار المفضل للعديد من المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن يحمي مدخراتهم من التضخم وعدم استقرار العملات. تعد هذه الفترة من أفضل الفترات لتحقيق مكاسب قياسية في الذهب.
قفزات كبيرة في أسعار الذهب
تؤكد التقارير الاقتصادية أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعات غير مسبوقة، حيث وصل سعر الأوقية إلى مستويات تقترب من 3060 دولارًا بعد أن بلغ 2100 دولار فقط في أبريل 2024. يعكس هذا الأداء القوي نموًا استثنائيًا بنسبة تزيد على 45% سنويًا، ما وضع الذهب على قمة قائمة الأصول الاستثمارية لهذا العام مقارنةً بالأسهم والعملات الرقمية التي شهدت تقلبات حادة.
الأسباب الرئيسية وراء صعود الأسعار
يرجع هذا الأداء اللافت إلى جملة من العوامل. من أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية، فضلاً عن ضعف الاقتصاديات الكبرى مثل الاقتصاد الأمريكي والصيني. كذلك، تؤدي أزمات سلاسل التوريد وتباطؤ النمو العالمي إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يرفع أسعاره بصورة مستمرة.
الذهب يتجاوز العقبات السعرية
تخلل الاتجاه الصعودي للذهب بعض التصحيحات الطبيعية كما هو متوقع في كل سوق صاعدة. على سبيل المثال، شهدت الأسعار تراجعًا مؤقتًا إلى ما دون 3000 دولار للأوقية، إلا أن هذا الانخفاض لم يدم طويلاً حيث عادت الأسعار إلى التعافي سريعًا، مما أظهر استمرار الطلب القوي والدعم النفسي لمستويات الأسعار الحالية.