هل يندم بايرن ميونخ على رحيل هانز فليك بعد 4 أعوام؟

جماهير بايرن ميونخ لا تزال تتذكر بفخر حقبة المدرب هانز فليك، الذي قاد الفريق لكتابة واحدة من أكثر الفصول تألقًا في تاريخ العملاق البافاري. خلال فترة قصيرة، استطاع تحقيق السداسية التاريخية في إنجاز مذهل يعكس قدراته كمدرب استثنائي. يشغل فليك الآن مقعد تدريب برشلونة، حيث يستمر بنفس النهج الهجومي الذي أعاد كتابة التاريخ معه في ألمانيا.

مسيرة استثنائية مع بايرن ميونخ

بدأت رحلة هانز فليك مع بايرن ميونخ في نوفمبر 2019 كمدرب مؤقت، لكن الانتصارات التي حققها جعلت منه الخيار الأول لقيادة الفريق بشكل دائم. بأداء هجومي فريد ومبهر، الأمر الذي يتوافق مع فلسفة بايرن المتمثلة في استغلال كل فرصة أمام المرمى، استطاع تحقيق نتائج مذهلة أثبتت جدارته. قدرته على تطبيق أسلوب لعب يعتمد على الضغط العالي، والتحكم بالكرة أعادت إلى الأذهان لمحات من أسلوب بيب غوارديولا المميز.

علامات بارزة في تاريخ النادي

حقق فليك إنجازًا غير مسبوق خلال عام ونصف فقط، عندما نجح في الفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة منذ 7 سنوات، ليضيفه إلى حصيلة السداسية التاريخية. لم يقتصر الأمر على هذا العدد من البطولات، فقد أثبت تفوق الفريق داخل المستطيل الأخضر بأداء هجومي لا يرحم، كما يظهر في الانتصار التاريخي 8-2 أمام برشلونة. وكان هذا الأداء دليلًا على هيمنة النادي البافاري في تلك الفترة.

صراع الكواليس والرحيل المفاجئ

على الرغم من نجاحاته، لم يدم استقرار فليك طويلًا، إذ انتهى مشواره مع بايرن ميونخ في يونيو 2021 بسبب خلافات مع إدارة النادي. رفض فليك القبول بتدخل الإدارة المستمر، فضلًا عن سياسات النادي في الإنفاق على الصفقات، ما جعله يشعر بعدم التقدير حتى مع تقديم عقد جديد لتمديد مهمته. اختار بدلاً من ذلك تدريب المنتخب الألماني، تاركًا خلفه إرثًا يصعب تكراره.

تبعات رحيله على بايرن ميونخ

منذ مغادرة فليك، عانى بايرن ميونخ للحفاظ على بريقه المحلي والدولي. رغم تحقيق 3 ألقاب محلية، افتقد الفريق قوته في المنافسات الأوروبية، فضلًا عن تقلص هيبته التاريخية. بلغ ذلك ذروته عندما فقد الدوري الألماني لصالح باير ليفركوزن لأول مرة، ما يجعل الكثيرين يتساءلون عما لو استمر فليك مع النادي لفترة أطول.

أثر فليك على برشلونة ولاعبيه

اليوم، يُظهر فليك تأثيره الكبير على برشلونة، مع تحسن ملحوظ في أداء اللاعبين البارزين مثل ليفاندوفسكي ورافينيا. بالمقابل، يبدو أن بريق نجوم بايرن السابقين قد انخفض، وسط تكهنات حول رحيل لاعبين مثل ليروي ساني. كل هذا يُعيد إلى الواجهة سؤالًا محيرًا: هل كان بايرن ميونخ سيستمر في القمة الأوروبية لو حافظ على فليك؟

close