فرنسا: المستثمر الأوروبي الأول في مصر خارج قطاع النفط

في لقاء جمع بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تم تسليط الضوء على الشراكة الاستراتيجية العميقة بين مصر وفرنسا. وعبر ماكرون عن شكره لحفاوة الاستقبال وأشاد بالعلاقات الاقتصادية التي تمثل نموذجًا فريدًا للتعاون بين أوروبا والشرق الأوسط. تجلت هذه الشراكة في استثمارات فرنسية متنوعة تدعم قطاعات حيوية من الطاقة إلى الذكاء الاصطناعي.

أهمية الشراكة الاقتصادية الفرنسية المصرية

تلعب فرنسا دورًا بارزًا في الاقتصاد المصري كونها المستثمر الأوروبي الأكبر غير النفطي، حيث تجاوزت استثماراتها 7 مليارات يورو. تسهم هذه الاستثمارات في توفير حوالي 50 ألف فرصة عمل مباشرة، بالإضافة إلى الدعم المقدم من الوكالة الفرنسية للتنمية التي تساهم في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والتعليم والطاقة المستدامة. هذا التعاون يبرز أهمية التكامل الاقتصادي بين البلدين.

فرنسا ومصر: تعاون في مواجهة التحديات العالمية

أكد ماكرون على أهمية الشراكة الجيوسياسية بين البلدين، في ظل عالم يواجه تحديات متزايدة. هذا التعاون يتجلى في مشاريع كبرى مثل النقل الذكي والمدن المتصلة والدفاع. كما تسهم فرنسا في دعم مساعي مصر لتحقيق استقلالية طاقوية ورفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيجها الكهربائي إلى 40% بحلول 2030.

دور التكنولوجيا الحديثة في تعزيز الشراكة

تمثل التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ركيزة أساسية للتعاون بين البلدين. وأشار ماكرون إلى استثمارات فرنسا القوية في هذا المجال ودورها كقوة متقدمة عالميًا. بالتوازي، تعمل مصر على تفعيل دورها كمركز تقني بين أوروبا وشمال إفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون في الاستقلالية الرقمية والتنمية المستدامة.

مشاريع تنموية تدعم الابتكار الصحي

بعد أزمة كوفيد-19، برزت الحاجة لتعزيز القدرات المحلية في التصنيع الصحي، وهو ما تم دعمه من خلال شراكات فرنسية مثل الاتفاق مع معهد “غوستاف روسي”. هذا التعاون يهدف إلى تحسين الابتكار والخدمات الصحية، ما يعكس إرادة مشتركة لتحقيق الازدهار المتبادل.

نحو مستقبل مشترك مزدهر

تعمل فرنسا على تعزيز الشراكة مع مصر من خلال دعم الإصلاحات الاقتصادية وتأهيل الكوادر الشابة في مجالات مختلفة. هذه العلاقة الاستراتيجية تستند إلى أسس الثقة والازدهار المشترك، مع تركيز على التنمية المستدامة والتكامل بين أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

close