شهدت المنظومة التعليمية المغربية مؤخرًا تصاعدًا مقلقًا في حالات الاعتداء على الأطر التربوية، سواء كانت جسدية أو لفظية. هذه الظاهرة تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل التعليم ومكانة المدرس في المجتمع. يعكس هذا العنف أزمة أعمق تتعلق بتراجع قيمة المدرسة في المخيال الجماعي وانتشار ثقافة العنف، ما يهدد جهود الإصلاح التربوي.
أبرز حوادث العنف ضد المدرسين
سُجلت عدة حالات اعتداء على رجال ونساء التعليم في مناطق مختلفة من المغرب مؤخرًا. من بين هذه الحوادث تعرض أستاذة في أرفود للاعتداء من قبل تلميذ، ومدير مؤسسة في خنيفرة للضرب. كما انتشرت مقاطع فيديو توثق اعتداءات لفظية وجسدية أخرى، مما أثار استنكارًا واسعًا في الأوساط التربوية والمجتمع بشكل عام.
آراء الأطر التربوية والخبراء
أعربت العديد من الأطر التربوية عن قلقها من تدهور وضع المدرس. نادية بنعلي، مدرسة للغة العربية، قالت إنها تعمل في جو من الخوف وفقدت الشعور بالحماية. الباحث التربوي محمد العلوي أشار إلى أسباب متعددة لهذه الظاهرة، منها ضعف النظام القانوني وضعف التواصل بين المدارس والأسر، بالإضافة إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة العنف.
تداعيات العنف على المنظومة التربوية
لهذه الاعتداءات آثار سلبية عميقة على المنظومة التربوية. فهي تؤدي إلى تراجع أداء المدرسين بسبب الشعور بعدم الأمان، وعزوف الكفاءات عن الالتحاق بمهنة التدريس، كما تؤثر سلبًا على جودة التعليم والتحصيل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، تساهم في انتشار ثقافة العنف داخل المدارس، مما يقوض الجهود المبذولة لتعزيز قيم التسامح والمواطنة.