تُعتبر مواجهة “ديربي الميرسيسايد” بين ليفربول وإيفرتون من أبرز اللقاءات الرياضية في إنجلترا، حيث تجمع بين جارين تاريخيين تربطهما قصة طويلة من التنافس العدائي. ستُقام المباراة غدًا على ملعب أنفيلد، في إطار الجولة الثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز، مما يضيف مزيدًا من الإثارة للصراع الذي يتجاوز حدود كرة القدم إلى خلفيات سياسية واجتماعية عميقة.
تاريخ طويل من التنافس بين الجارين
يرجع التنافس بين ليفربول وإيفرتون إلى نهايات القرن التاسع عشر، حينما تأسس إيفرتون عام 1878 كأول نادٍ في المدينة. كان النادي يلعب في “ستانلي بارك” قبل أن ينتقل إلى ملعب أنفيلد، الذي أصبح لاحقًا معقلًا لنادي ليفربول. بدأ العداء يتشكل بسبب خلافات إدارية وسياسية، ما أدى إلى انقسام بين مؤسسي الناديين وتأسيس ليفربول عام 1892.
خلفيات سياسية وأيديولوجية وراء العداء
كان جون هولدينغ، أحد مؤسسي إيفرتون، شخصية سياسية بارزة في مدينة ليفربول، ما أضاف بعدًا أيديولوجيًا للتنافس. انتمى هولدينغ إلى جناح المحافظين وشارك في منظمة بروتستانتية قومية، بينما كان رئيس إيفرتون جورج ماهون من الجناح الليبرالي. هذه الخلافات السياسية، إلى جانب النزاع حول ملكية ملعب أنفيلد، زادت من التوتر بين الطرفين.
تأسيس ليفربول وبداية الصراع الرياضي
بعد خروج إيفرتون من ملعب أنفيلد، قرر هولدينغ تأسيس نادٍ جديد أطلق عليه اسم ليفربول. منذ ذلك الحين، بدأ التنافس بين الفريقين يأخذ طابعًا رياضيًا محتدًا. رغم أن الصراع ظل رياضياً في بدايته، إلا أنه تحول لاحقًا إلى مواجهة أكثر شراسة، خاصة مع تصاعد نجاح ليفربول على الساحة المحلية والدولية.