غزة: التعليم مستمر رغم الحرب عبر مدارس افتراضية وخيام

واقع التعليم في غزة بعد العدوان الإسرائيلي

تعاني غزة من تدمير واسع في قطاع التعليم جراء العدوان الإسرائيلي الأخير، حيث تم استهداف المدارس والجامعات بشكل ممنهج. منذ بدء الهجمات في أكتوبر 2023، تم تدمير 494 مدرسة وجامعة بين كليًا وجزئيًا، واستشهد ما يقرب من 13 ألف طالب، وفقًا لإحصائيات رسمية. هذا الوضع ترك أكثر من 785 ألف طالب محرومين من التعليم، وأصبحت العودة إلى المدارس تحديًا كبيرًا في ظل الظروف القاسية.

استهداف المدارس والجامعات

شهدت غزة استهدافًا مباشرًا للمباني التعليمية، حيث تم تدمير 137 مدرسة وجامعة بشكل كلي، بينما تضررت 357 أخرى جزئيًا. هذا الدمار الشامل أدى إلى خروج 85% من المدارس عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير الكتب الدراسية والأثاث والمعدات التعليمية. كما تم استهداف مؤسسات التعليم العالي، مما أدى إلى تدمير أكثر من 140 منشأة أكاديمية وإدارية.

التحديات التي تواجه الطلاب

يواجه الطلاب في غزة تحديات جسيمة، من بينها النزوح المتكرر وانقطاع الكهرباء والإنترنت، مما يعيق إمكانية الوصول إلى التعليم. بالإضافة إلى ذلك، يعاني الأطفال من ضغوط نفسية وصدمات بسبب الحرب، مما يتطلب تدخلات متخصصة للدعم النفسي والاجتماعي. كما أن نقص الموارد والإمكانات يجعل من الصعب توفير بيئة تعليمية مناسبة.

جهود استمرار العملية التعليمية

على الرغم من التحديات، بذلت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة جهودًا كبيرة لاستمرار العملية التعليمية. تم تعزيز التعليم عن بُعد عبر منصات مثل “Teams” و”Wise School” لتوفير التعليم للطلاب الذين لا يستطيعون الحضور إلى المدارس. كما تم إقامة فصول دراسية في مخيمات النزوح لمساعدة الأطفال على مواصلة تعليمهم.

دور المنظمات الدولية والمبادرات المحلية

تعاونت مؤسسات محلية ودولية مع وزارة التعليم لتوفير الدعم النفسي والتعليمي للأطفال. على سبيل المثال، أطلقت مؤسسة “تامر للتعليم المجتمعي” مراكز تعليمية مؤقتة في خيام النزوح، حيث قدمت أنشطة تعليمية وترفيهية لأكثر من 5 آلاف طفل. كما تعمل وكالة الأونروا على توفير أنشطة تعليمية ودعم نفسي للأطفال المتضررين.

آفاق المستقبل

يبقى مستقبل التعليم في غزة غير واضح مع استمرار العدوان وعدم توفر الموارد اللازمة لإعادة بناء المدارس والجامعات. ومع ذلك، تعمل الجهات المختصة والمجتمع الدولي على إيجاد حلول بديلة لضمان استمرار التعليم للأجيال القادمة. يتطلب هذا التحدي تعاونًا واسعًا لإنقاذ النظام التعليمي من الانهيار الكامل.

close