وصفة معشر لإصلاح التعليم

في ندوة نظمها ملتقى الحمّوري الثقافي، قدم الدكتور مروان المعشر تحليلًا عميقًا لتأثير سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منطقة الشرق الأوسط، مع إشارة خاصة للأردن. أكد المعشر أن الأردن يمتلك فرصًا كبيرة لتطوير اقتصاده والاستغناء عن المساعدات الخارجية. كما شدد على أهمية إصلاح النظام التعليمي لبناء جيل قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

الإصلاح التعليمي كحجر أساس

جاء حديث المعشر بعد يوم من إعلان دولة جعفر حسان تخصيص مائة مليون دينار لتطوير قطاعي التعليم والصحة. ومع ذلك، لم تظهر وزارة التربية أي خطط واضحة لاستثمار هذه الأموال. هناك مخاوف من أن تُوجَه هذه الميزانية نحو أمور ثانوية مثل “بنك الأسئلة” لتوجيهي، مما قد لا يُحدث تغييرًا جذريًا في المنظومة التعليمية.

رؤية المعشر لإصلاح التعليم

قدم المعشر ما أسماه “وصفة لتطوير التعليم”، مبنية على ثلاث مُسلّمات رئيسية:

  • تعليم التفكير: التركيز على كيفية تفكير الطلاب بدلًا من مجرد تزويدهم بالمعلومات.
  • تقبّل النقد: فتح المجال أمام خبراء التعليم لإبداء آرائهم دون خوف من العقاب.
  • حماية الخبراء: دعم المختصين في التعليم وحمايتهم من التهديدات الفكرية المتطرفة.

خطوات عملية لتنفيذ الوصفة

لتحقيق رؤية المعشر، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  1. تشكيل فريق وطني لتطوير تعليم مهارات التفكير بأنواعها.
  2. إعداد أدلة تطبيقية لإدماج هذه المهارات في المناهج الدراسية.
  3. تدريب القيادات التعليمية على نقل هذه المهارات للمعلمين.

تأملات حول الوضع الراهن

من المؤسف أن مؤسسات تعليمية عديدة كمجلس التربية ووزارة التعليم لم تلتقط بعد رسالة الرئيس جعفر حسان حول الإصلاح التعليمي. وكان لافتًا أن شخصية غير تربوية كالمعشر هي من أبرز ضرورة بناء جيل يفكر بإبداع ومنطق. هذه الدعوة تطرح تساؤلات حول دور المؤسسات التعليمية في تبني مثل هذه الرؤى التقدمية.

ختامًا، يُعدّ حديث المعشر تذكيرًا بأهمية إصلاح التعليم كاستثمار حقيقي في مستقبل الأردن. ولا بد من أن تتحول هذه الأفكار إلى خطط عملية تُنفذ بجدية، لتكون بداية حقيقية لتغيير إيجابي في المنظومة التعليمية.

close